"وقدم عليه -صلى الله عليه وسلم- رسول فروة" بفتح الفاء "ابن عمرو" على الأشهر، وقيل: عامر "الجذامي" بضم الجيم، وبذال معجمة- نسبةً إلى جذام, قبيلة، واسم الرسول الذي أرسله مسعود بن سعد الجذامي، أسلم وصحب, "ملك الروم" فيه تحوّز، فقد قال ابن إسحاق: إنه كان عاملًا للروم على من يليه من العرب، والمصنف نفسه قدم قريبًا في المكاتبات؛ إنه كان عاملًا لقيصر، "وكان منزله معان،" وما حولها من أرض الشام، كما عند ابن إسحاق, ومعان -بفتح الميم وضمها، وصوَّب الفتح. قال البكري: اسم جبل. قال في الروض: والمعان أيضًا حيث تحبس الخيل والركاب، وبه جنس المعري، فقال: معان من أحبتنا معان ... تجيب الصاهلات بها القيان وجوَّز البرهان رفع منزل اسم كان، ونصب معان خبره وعكسه، "بإسلامه" صلة قوله: قدم ذلك لما بعث إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسلم، فأسلم، وكتب إليه بإسلامه، "وأهدى له بغلة بيضاء" هي فضة، وفرسًا يقال لها الظرب، وحمارًا يقال له يعفور، وأثوابًا، وقباء مذهبًا، فقبل هديته، وأعطى رسوله مسعودًا اثنتي عشرة أوقية فضة، كما تقدَّم، "ولما بلغ الروم" بالنصب مفعول, فاعله قوله: "ذلك من إسلامه، طلبوه حتى أخذوه، فحبسوه، ثم صلبوه على ماء" بالمد- لهم يقال له: عفراء -بفتح المهملة، وإسكان الفاء، وبالراء ممدودة, "بفلسطين" بكسر الفاء، وفتحها، فلام مفتوحة، فسين ساكنة، فطاء مكسورة مهملتين، فتحتية ساكنة، فنون، وهي الرملة وغزة وبيت المقدس، وما حولها، كما في النور، وعند ابن إسحاق، فقال في ذلك: ألا هل أتى سلمى بأن خليلها ... على ماء عفرًا فوق إحدى الرواحل على ناقة لم يضرب الفحل أمها ... مشذبة أطرافها بالمناجل ولما قدموه ليقتلوه قال: بلغ سراة المسلمين بأنني ... سلم لربي أعظمي ومقامي وضربوا عنقه على ذلك الماء" ولم ينقل أنه اجتمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم، كما في الإصابة.