للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوفد الخامس: وفد بني حنيفة]

وقدم عليه -عليه الصلاة والسلام- وفد بني حنيفة، فيهم مسيلمة الكذّاب، فكان منزلهم في دار امرأة من الأنصار، من بني النجار،


"الوفد الخامس":
"وقد عليه -عليه الصلاة والسلام- وفد بني حنيفة" قبيلة كبيرة ينزلون اليمامة، بين مكة واليمن، ينسبون إلى جَدِّهم حنيفة بن لجيم -بالجيم- ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
ذكر الواقدي: إنهم كانوا سبعة عشر، "فيهم مسيلمة الكذاب" بكسر اللام مصغرًا- ابن ثمامة بن كبير-بموحدة- ابن حبيب من بني حنيفة، وزعم وثيمة في كتاب الردة أنَّ مسيلمة لقب، واسمه: ثمامة, وفيه نظر؛ لأن كنيته أبو ثمامة، فإن كان محفوظًا، فيكون ممن توافقت كنيته واسمه، "فكان منزلهم" -بفتح الميم والزاي- مصدر ميمي، أي: نزولهم مضاف لفاعله، ويجوز ضم الميم مع فتح الزاي أيضًا من إضافة المصدر لمفعوله، فيفيد أن النبي أو أحد من صحبه أمر بإنزالهم، وقد ضبط البرهان الزاي بالفتح، وسكت عن الميم، فيحتمل الضبطين، وأمَّا كسر الزاي مع فتح الميم اسم للموضع، في أنه ليس مرادًا هنا لإيهامه موضعًا معينًا من الدار، مع أنَّ المراد مجرَّد النزول دون تعيين محل, "في دار امرأة من الأنصار من بني النجار" هي كما قاله الحافظ: رملة بنت الحدث -بدال بعد الحاء المهملة، لا براء قبلها ألف- كما عند ابن سعد وغيره، والحدث: هو ابن ثعلبة بن الحارث بن زيد, الأنصارية النجارية، كانت دارها دار الوفود، وهي صحابية, زوجة معاذ بن عفراء، وأما كيسة -بكاف فتحتية مشددة فمهملة- بنت الحارث بن كيرز -بضم الكاف- ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فكانت زوجًا لمسيلمة، ولم تكن إذ ذاك بالمدينة, وإنما كانت باليمامة، فلمَّا قتل مسيلمة تزوَّجها ابن عمها عبد الله بن عامر بن كريز، ذكر ذلك الدارقطني، وتبعه ابن ماكولا، فلا يصحّ تفسير المرأة بها، كما فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>