للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقصد الرابع: في معجزاته -صلى الله عليه وسلم- الدالة على ثبوت نبوته]

[مدخل]

...

[المقصد الرابع: في معجزاته -صلى الله عليه وسلم- الدالة على ثبوت نبوته]

كتاب في المعجزات والخصائص:

وصدق رسالته, وما خص به من خصائص آياته, وبدائع كراماته, وفيه فصلان:

الأول: في معجزاته.

اعلم أيها المحب لهذا النبي الكريم، والرسول العظيم -سلك الله بي وبك


المقصد الرابع في معجزاته صلى الله عليه وسلم الدالة على ثبوت نبوته
كتاب في المعجزات والخصائص:
صفة لازمة لا مخصصة؛ إذ كلها دال على ذلك، "وصدق رسالته" شدتها وقوتها لدلالة معجزاته على تحقق رسالته تحققًا لا مرية فيه, وذلك مستلزم لشدتها.
وفي القاموس: الصدق بالكسر: الشدة، والرسالة بالكسر والفتح اسم مصدر من أرسل رسولًا: بعثه برسالة يؤديها، فيجوز حملها على ما بُعِثَ به من الأحكام ليؤديها، وعلى بعثه بما جاءه من الوحي، لكن وصفها بالصدق على هذين مجاز, بناءً على ما شاع من استعمال الصدق في الأقوال خاصة، فالأوَّل أولى "وما خص به" أي: ثبت له من الأمور الفاضلة دون غيره، إما من الأنبياء أو الأمم، وهو عطف على معجزاته عام على خاص، أو من عطف ما بينه وبين المعطوف عموم وخصوص وجهي، "من خصائص آياته" من إضافة الصفة للموصوف، أي: آياته الخاصة, أي: الفاضلة في الشرف على غيرها، وبهذا لا يرد أنه عين قوله، وما خص به وشرط المبين بالكسر زيادته على المبين بالفتح، "وبدائع كراماته" جمع كرامة أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة، ولا هو مقدمة لها تظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي كلف بشريعته, مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح، علم بها أو لم يعلم, فدخل في أمر خارق جنس الخوارق، وخرج بغير مقرون بدعوى النبوة المعجزة، وبنفي مقدمتها الإرهاص، وبظهور الصلاح ما يسمَّى معونة مما يظهر على يد بعض العوام، وبالتزام متابعة نبي ما يسمَّى إهانة كالخوارق المؤكدة لكذب الكذابين، كبصق مسيلمة في البئر، وبالمصحوب بصحيح الاعتقاد الاستدراج, كما خرج السحر من جهات عدَّة، كما قال السبكي.
قال ابن أبي شريف: والذي يتلخَّص من كلام من تكلَّم في الخوارق أنها ستة أنواع إرهاص، وهو ما أكرم به النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة، ومعزة وهو ما ظهر بعد دعوى النبوة وكرامة للولي، ومعونة واستدراج وإهانة، "وفيه فصلان":
"الأول: في معجزاته" أي: بعضها؛ إذ هو لم يستوفها.
"اعلم أيها المحب لهذا النبي الكريم والرسول العظيم، سلك" ذهب الله بي وبك"

<<  <  ج: ص:  >  >>