للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوفد الأول: وفد هوازن]

قدم -عليه الصلاة والسلام- وفد هوازن، كما رواه البخاري وغيره، وذكر موسى بن عقبة في المغازي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما انصرف من الطائف في شوال إلى الجعرانة, وفيها السبي -يعني سبي هوازن, قدمت عليه وفود هوازن مسلمين، فيهم تسعة


"الوفد الأول":
"قدم عليه -صلى الله عليه وسلم- وفد هوازن، كما رواه البخاري وغيره" من طريق الزهري عن عروة، عن المسور ومروان, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه: أن يردَّ إليهم سبيهم وأموالهم، فقال لهم -صلى الله عليه وسلم: "معي من ترون, وأحب الحديث إليّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم"، وكان انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلمَّا تَبَيِّنَ لهم أنه -صلى الله عليه وسلم- غير رادّ إليهم إلّا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام -صلى الله عليه وسلم- في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد، فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين, وإني قد رأيت أن أردَّ عليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أوّل ما يفيء الله علينا فليفعل"، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرجع إلينا عرفاؤكم أمركم"، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا.
"وذكر موسى بن عقبة" بالقاف "في المغازي" له "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما انصرف من الطائف في شوال" متعلّق بانصرف, ووصل "إلى الجعرانة" ليلة الخامس من ذي القعدة لأمور عرضت له في الطريق اشتغل بها، وبهذا وافق قول ابن سيد الناس المعروف عند أهل السير أنه انتهى إلى الجعرانة لخمس ليالٍ خلون من ذي القعدة، "وفيها السبي -يعني سبي هوازن- قدمت عليه وفود هوازن" حال كونهم "مسلمين, فيهم تسعة نفر من أشرافهم" إضافة بيانية؛ إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>