"في ذكر من وفد" أي: قدم "عليه" بالإفراد, مراعاة اللفظ من, ولو راعى معناه لقال: وفدوا, وكلٌّ جائز، ويعدَّى بعلى وإلى, "صلى الله وسلم عليه", فكان المناسب تعديته بإلى حتى يغاير هذه الفقرة، "وزاده فضلًا وشرفًا لديه" عنده. "قال النووي: الوفد: الجماعة المختارة للتقدم" صلة المختارة، أي: التي اختيرت لفصاحة ونحوها للتقدم "في لقاء" أي: ملاقاة "العظماء, واحدهم: وافد" أي: راكب، قاله ابن كثير وغيره في تفسير وفد. "انتهى" كلام النووي وأقرّه في الفتح, وكأنه استعمال عرفي، وإلّا ففي اللغة: إن الوافد القادم مطلقًا مختارًا للقاء العظماء أم لا؟ راكبًا أم لا. قال القاموس: وفد إليه وعليه، يفد وفدًا ووفودًا ووفادة وإفادة، قدم وورد, ونحوه في الصحاح وغيره، "وكان ابتداء الوفود" مصدر وَفَد لا جمع, ضرورة إضافته إلى ابتداء، أي: لقدوم "عليه -عليه الصلاة والسلام- بعد رجوعه من الجعرانة" حين قدم من غزوة الطائف، فانتهى إليها ليلة الخمس لليال خلون من ذي القعدة، فأقام بها ثلاث عشرة ليلة، وقسم بها غنائم حنين، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة، فأحرم بعمرة ودخل مكة، كما قدَّمه المصنف هناك "في آخر سنة ثمان" أي: ما يقرب من آخرها لا آخر يوم منها، كما يفيده السياق، "و" استمرَّ فيها "بعدها" من سنة تسع وعشر إلى أن توفي -صلى الله عليه وسلم، فهو متعلق بمقدر لا عطف على سنة ثمان لفساده؛ إذ يصير معناه: الابتداء في آخر ما بعدها. "وقال ابن إسحاق: بعد غزوة تبوك" ورجع منها في شعبان أو رمضان سنة تسع. "وقال ابن هشام: كانت سنة تسع تسمَّى سنة الوفود،" يعني: كلها، فخالف شيخ شيخه في قوله: بعد تبوك، واستعمل الوفود ها جمعًا، وفيما قبله مصدرًا، "وقد سرد محمد بن سعد في