بضم النون- شيء قليل "من أدعيته" جمع دعاء, "وذكره" ظاهره تغايرهما، وفي التحفة: الذكر لغةً كل مذكور، وشرعًا قول سيق لثناء أو دعاء، وقد يستعمل شرعًا أيضًا لكل قول يثاب قائله, "وقراءته" القرآن الكريم "اختلف هل الدعاء أفضل أم تركه والاستسلام للقضاء أفضل؟ فقال الجمهور: الدعاء أفضل وهو من أعظم العبادة". "ويؤيده ما أخرجه الترمذي" في الدعوات، وقال: غريب لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة "من حديث أنس، رفعه" أي: قال: قال -صلى الله عليه وسلم: "الدعاء مخ العبادة" أي: خالصها؛ لأن الداعي يدعو الله عند انقطاع أمله عمَّا سواه، وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص, ولا عبادة فوقها, فكان مخها بهذا لاعتبار، وأيضًا لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة وهو سمة العبودية, واستشعار ذلة البشرية, ومتضمّن للثناء على الله, وإضافة الكرم والجود إليه. "وقد تواترت الأخبار عنه -صلى الله عليه وسلم- بالترغيب في الدعاء والحثّ عليه" كقوله -صلى الله عله وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] . رواه الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح, وصحَّحه أيضًا ابن حبان والحاكم عن النعمان بن بشير، وقوله: "الدعاء مفتاح الرحمة, ويدر لكم أرزاقكم، تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن, وعماد الدين, ونور السماوات والأرض"، ولأبي الشيخ والديلمي من حديث أبي موسى: "الدعاء جند من أجناد الله، يردّ القضاء بعد أن يبرم"، وللترمذي والحاكم من حديث ابن عمر: "الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء" وسنده ليّن، ومع ذلك صحّحه الحاكم، كما قاله الحافظ, والأحاديث كثيرة جدًّا. "وأخرج الترمذي" وابن ماجه وأحمد, والبخاري في الأدب المفرد, والبزار "وصحَّحه ابن حبان والحاكم" كلهم من رواية أبي صالح الخوزي -بضم الخاء المعجمة وسكون الواو، ثم