"المقصد الثالث: فيما فضله الله تعالى به"، أي: في صفات صيره بها أفضل من غيره، من فضل مخففًا على غيره زاد. "من كمال خلقته"، إيجاد أجزاء بدنه تامة معتدلة المقادير "وجمال صورته" أي: حسنها الظاهر في جسده بتناسب أعضائه وصفاء لونه واعتدال قده، وقيل: المراد حسن وجهه وحسن الصورة أمر محمود يدل على حسن السريرة ويمدح به كمل الرجال، ولذا خطأ الآمدي من اعترض على أبي تمام في وصف ممدوحه بالجمال؛ لأنه يليق بالغزل لما ذكر، فقال في كتاب الموازنة: جمال الوجه وحسنه مما يتمدح به، لأنه يتميز به ويدل على الخصال الممدوحة ويزيد في الهيبة، والدمامة يذم بها لعكس ذلك، وقد غلط فيه من توهم أنه لا يدخل في مدح العظماء، انتهى. وهذا هو الفصل الأول. "و" الثاني: فيما "كرمه" أي: عظمه وميزه على غيره، "سبحانه به من الأخلاق الزكية" جمع خلق وهو الموصوف الذي طبع عليه واكتسبه وجمعه بناء على تعدده، كما صار إليه كثيرون، أو باعتبار ما ينشأ عنه من حميد الأوصاف، "وشرفه" أعلاه "به" على غيره في الكتاب العزيز وغيره، "من الأوصاف المرضية" القائمة به مساوٍ في المعنى لما قبله. "و" الفصل الثالث في "ما تدعو ضرورة حياته إليه" متعلق بتدعو أو بضرورة أو بهما على التنازع، والضرورة شدة الاحتياج باعتبار العادة البشرية، وفي عبارة لطف لإيمائه إلى أنه ليس مضطرًا إليه كغيره، وإنما الضرورة هي التي دعته وطلبته، كما قال البوصيري: وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدنيا من العدم "صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة فصول" علمت.