للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية يونس بن بكير: إنه صالحهم على ألفي حلة، ألف في رجب وألف في صفر، ومع كل حلة أوقية، وساق الكتاب الذي بينهم مطولًا.

وذكر ابن سعد: إن السيد والعاقب رجعَا بعد ذلك وأسلما.

وفي ذلك مشروعية مباهلة المخالف إذا أصَرَّ بعد ظهور الحجة, ووقع ذلك لجماعة من العلماء سلفًا وخلفًا، ومما عرف بالتجربة أنَّ من باهل وكان مبطلًا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة.


لعلي، ونحو ذلك، قاله الحافظ.
"وفي رواية يونس بن بكير: إنه صالحهم على ألفي حلة، ألف في رجب، وألف في صفر، ومع كل حلة أوقية" من "وساق الكتاب الذي بينهم مطولًا،" وقد ذكره الشامي، وغيره.
"وذكر ابن سعد: إن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك" إلى المدينة، "وأسلما" كما هو بقية كلام ابن سعد، كما في الفتح، وذكرهما معًا في الإصابة، فقال عن ابن سعد وابن المدائني: إنهم رجعوا إلى بلادهم، فلم يلبث السيد والعاقب إلّا يسيرًا، حتى رجعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلما، وأنزلهما دار أبي أيوب الأنصاري، "وفي ذلك مشروعية مباهلة المخالف إذا أصَرَّ بعد ظهور الحجة" على المخالفة، "ووقع ذلك لجماعة من العلماء سلفًا وخلفًا".
زاد في الفتح: وقد دعا ابن عباس إلى ذلك، ثم الأوزاعي، "ومما عرف بالتجربة أن من باهل، وكان مبطلًا، لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة".
قال الحافظ: وقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة، فلم يقم بعدها غير شهرين.
قال: وفي القصة أيضًا -يعني: من الفوائد: أنَّ إقرار الكافر بالنبوَّة لا يدخله الإسلام حتى يلتزم أحكامه، وجواز مجادلة أهل الكتاب، ومصالحتهم على ما يراه الإمام من أصناف المال، ويجري ذلك مجرى ضرب الجزية، فإن كلًّا مال يؤخذ على وجه الصغار في كل عام، وفيها بعث الإمام الرجل، العالم، الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام، ومنقبة ظاهرة لأبي عبيدة.
وذكر ابن إسحاق: أنه -صلى الله عليه وسلم- بعث عليًّا إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم، وهذه غير قصة أبي عبيدة؛ لأنه توجه معهم، فقبض مال الصلح ورجع، وعلي أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، فقبض ما استحق عليهم من الجزية، ويأخذ ممن أسلم ما وجب عليه من الصدقة، والله أعلم، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>