للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو سيدهم، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم. وقال -عليه الصلاة والسلام: "ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه"، ثم سمَّاه زيد الخير.


إسلامه لكي يمنع هذا التاريخ السابق، "وهو سيدهم".
وقال أبو عمر: كان شجاعًا خطيبًا شاعرًا كريمًا.
قال ابن أبي حاتم: ليس يروى عنه حديث، وفي الصحيحين عن أبي سعيد، أن عليًا بعث للنبي -صلى الله عليه وسلم- بذهبية في أديم، فقسمها بين الأقرع وعيينة، وزيد الخيل، وعلقمة بن علانة، ولعل هذا شبهة من قال: إنه من المؤلفة، "فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا، وحسن إسلامهم".
زاد في الروض: وكتب لكل واحدٍ منهم على قومه إلّا وزر بن سدوس، فقال: إني أرى رجلًا تملك رقاب العرب، والله لا يملك رقبتي عربي أبدًا، ثم لحق بالشام، وتنصَّر وحلق رأسه: "وقال -عليه الصلاة والسلام: "ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلّا رأيته دون ما يقال فيه"،" لأن العادة جرت بالتجاوز في المدح "إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ" بضم أوله وفتح اللام, مبني للمجهول، ونائبه "كل ما فيه" كما في النور، أي: لم ينقل عنه جميع الفضائل التي اتصف بها، ثم يحتمل لام يبلغ التخفيف من المجرد، والتثقيل من المزيد، فإن كان رواية, وإلا فيجوز بناؤه للفاعل، أي: لم يبلغ زيد في أوصافهم كل ما فيه في نفس الأمر، بل نقصوا منها، فكل منصوب على المفعولية أو على معنى: لم يبلغنا كل ما اتصف به بل بعضه، وإيهام أن المعنى لم يصل إلى كل ما اتصف به من الكمال بعيد، بل ممنوع؛ إذ سياقه في بعضه، وإيهام أن المعنى لم يصل إلى كل ما اتصف به من الكمال بعيد، بل ممنوع؛ إذ سياقه في المدح يأبى ذلك، وقد تقدَّم قريبًا أن المصطفى شافهه بذلك، ولا مانع من التعدد، "ثم سماه زيد الخير" بالراء بدل اللام، وإنما قيل له: زيد الخيل لخمسة أفراس كانت لها أسماء أعلام يغيب عني حفظها الآن، قاله في الروض، ومعلوم أن وجه التسمية لا يطرد, وإلَّا لسمي الزبرقان بن بدر زيد الخيل، فقد روي أنه وفد على عبد الملك بن مروان، وقاد إليه خمسة وعشرين فرسًا، ونسب كل واحد منها إلى آبائها وأمهاتها، وحلف على كل فرس يمينًا غير التي حلف بها على غيرها، فقال عبد الملك، عجبي من إختلاف أيمانه، أشد من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل.
وأخرج ابن شاهين وابن عدي، وضعَّفه من حديث سنين، مولى النبي -صلى الله عليه وسلم، قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأقبل زيد الخيل راكبًا حتى أناخ راحلته، فقال: يا رسول الله, إني أتيتك من مسيرة تسع، أصهبت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، أسألك عن خصلتين أسهرتاني، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "ما اسم"؟ قال: أنا زيد الخيل، قال: "بل أنت زيد الخير، فاسأل"، فقال: أسألك عن علامة الله تعالى فيمن يريد, وعلامته فيمن لا يريد، فقال له -صلى الله عليه وسلم: "كيف أصبحت"؟

<<  <  ج: ص:  >  >>