للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج راجعًا إلى قومه، فقال -صلى الله عليه وسلم: "أن ينج زيد من حمى المدينة"، فلما انتهى إلى ماء من مياه نجد أصابته الحمَّى فمات.

قال ابن عبد البر: وقيل مات في آخر خلافة عمر.

وله ابنان: مكنف


قال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، وإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "هذه علامته فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد ضد ذلك، ولو أرادك بالأخرى هيأك لها، ثم لم يبال من أي واد هلكت".
وفي لفظ: سلكت، وعند أهل السير: وأقطع -صلى الله عليه وسلم- زيدًا فيدًا -بفتح الفاء، وسكون التحتية، ودال مهملة- اسم مكان وأرضين معه, وكتب له بذلك.
وفي الروض: أقطعه قرى كثيرة منها فدك، كذا قال: وأظنه مصحَّفًا من قيد، "فخرج راجعًا إلى قومه" هو ومن كان معه، وقد أعطى -عليه السلام- كل واحد منهم خمس أواقٍ فضة، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشا، "فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن ينج زيد من حمَّى المدينة " ببناء ينج للمفعول، وإن جازمة، أي: فإنه لا يعاب بسوء، كما قدَّره بعض أو لم يصبه ضررًا ونحو ذلك، أو نافية، أي: ما ينجو, لكن لا يساعده الرسم، "فلمَّا انتهى إلى ماء من مياه نجد" يقال له: فردة -بفتح الفاء والدال المهملة بينهما راء ساكنة ثم تاء تأنيث, "أصابته الحمَّى" فلمَّا أحسَّ بالموت قال:
أمرتحل قومي المشارق غدوة ... وأترك في بيتك بفردة منجد
ألا رب يوم لو مرضت لعادني ... عوائد من لم يبر منهن يزهد
"فمات" وذكر ابن دريد أنه أقام بمفرده ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود المناحة سنة، ثم وجه براحلته ورحله، وفيها كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد، ضرمتها بالنار، فاحترقت، فاحترق الكتاب.
"قال ابن عبد البر: وقيل: مات في آخر خلافة عمر" وهذا يؤيد جعل إن جازمة لا نافية، وأنشد له وثيمة في الردة قال: وبعث بهما إلى أبي بكر:
أما تخشين الله بيت أبي نصر ... فقد قام بالأمر الجلي أبو بكر
نجى رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في معظم الأمر
قال في الإصابة: وهذا إن ثبت يدل على تأخّر وفاته بعد النبي -صلى الله عليه وسلم، "وله ابنان مكنف" بضم الميم وإسكان الكاف وكسر النون وبالفاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>