"لست من عبادكا" بألف الإطلاق فيه، وفيما بعده "ميلادنا" زمان ولادتنا أيها النوع الإنساني "أقدم من ميلادكا" زمان ولادتك، فكيف تصلح لعبادتنا إياك مع أن وجودك بفعلنا "إني حشوت النار في فؤادكا" جوفك تشبيها له بقلب الحيوان، وإن كان جمادا لا قلب له لكونه مصورا، "وانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا" وكان الطفيل مطاعا في قومه، شريفا شاعرا لبيبا، كما عند ابن إسحاق، "فوافوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد مقدمه" الطائف "بأربعة أيام". هكذا ذكر ابن سعد "وعند مغلطاي، وقدم معه أربعة مسلمون"، فهذا تباين زائد إلا أن يقال: أن الباقي أسلموا بعد القدوم، وذكر ابن سعد أنه قدم بدبابة، ومنجنيق، وقال: يا معشر الأزد من يحمل رايتكم، فقال الطفيل: من كان يحملها في الجاهلية، النعمان بن الرازية اللهبي، قال: أصبتم دبابة بمهملة مفتوحة، فموحدة مشددة، فألف، فموحدة، فتاء تأنيث، آلة يدخل فيها الرجال، فيدبون فيها النقب الأسوار الرازية، براء، فألف، فزاي مكسورة، فتحتية، وتأتي قصة دوس في الوفود، والله تعالى أعلم.