للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أربعمائة فارس، وأمره أن يقاتل قبيلة صداء، حين مروره عليهم في الطريق فقدم زياد بن الحارث الصدائي، فسأل عن ذلك البعث فأخبر، فقال: يا رسول الله أنا وافدهم فاردد الجيش، وأنا لك بقومي، فردهم النبي صلى الله عليه وسلم من قناة.

وقدم الصدائيون بعد خمسة عشر يوما فأسلموا، وتأتي قصة وفدهم في الفصل العاشر من المقصد الثاني إن شاء الله تعالى.


عليهما قيسا، وعقد له لواء أبيض، ودفع إليه راية سوداء، وعسكر بناحية قناة "في أربعمائة فارس"، من المسلمين، وأمره أن يقاتل قبيلة صداء"، بضم الصاد وفتح الدال المهملتين، والمد قال البخاري وغيره: حي من اليمن قيل أنه صداء بن حرب بن علة "حين مروره عليهم"، وسياق المصنف يوهم أن صداء غير مقصود بالبعث، وينافيه رد الجيش من قناة لما تكفل زياد بهم.
وقد ذكر الواقدي وغيره أنه بعثه إلى ناحية من اليمن فيها صداء، فهذا صريح أنهم المقصودون بالبعث، وأجاب شيخنا: بأن اليمن لما كان متسعا ولم يعلم المحل الذي فيه الصدائيون بخصوصه عين لهم الجهود دون المحل، بقوله: "في الطريق" أي في أي محل وجدتموهم فقاتلوهم "فقدم زياد بن الحارث"، ويقال ابن حارثة، قال البخاري والحارث: أصح "الصدائي" قال ابن يونس: صحابي معروف نزل مصر، فسأل عن ذلك البعث فأخبر، فقال: يا رسول الله أنا وافدهم، يعني قومه وفي رواية جئتك وافدًا على من ورائي، "فأردد الجيش، وأنا" أتكفل "لك بقومي"، أن بمجيئهم مسلمين.
وفي رواية وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: "اذهب فردهم" فقلت: إن راحلتي قد كانت فبعث رجلا "فردهم النبي صلى الله عليه وسلم من قناة". بفتح القاف والنون واد بالمدينة.
قال الواقدي: ورجع الصدائي إلى قومه، "وقدم الصدائيون" أي وفدهم وهم خمسة عشر رجلا، كما يأتي في الوفود "بعد خمسة عشر يوما فأسلموا،" فقال صلى الله عليه وسلم: "إنك مطاع في قومك يا أخا صداء"، فقال: بل الله هداهم، ورجعوا إلى قومهم، ففشا فيهم الإسلام، ثم وافاه زياد في حجة الوداع بمائة منهم، كما ذكره الواقدي عن بعض بني المصطلق، "وتأتي قصة وفودهم في الفصل في الفصل العاشر من المقصد الثاني إن شاء الله تعالى".

<<  <  ج: ص:  >  >>