وقد ذكر الواقدي وغيره أنه بعثه إلى ناحية من اليمن فيها صداء، فهذا صريح أنهم المقصودون بالبعث، وأجاب شيخنا: بأن اليمن لما كان متسعا ولم يعلم المحل الذي فيه الصدائيون بخصوصه عين لهم الجهود دون المحل، بقوله: "في الطريق" أي في أي محل وجدتموهم فقاتلوهم "فقدم زياد بن الحارث"، ويقال ابن حارثة، قال البخاري والحارث: أصح "الصدائي" قال ابن يونس: صحابي معروف نزل مصر، فسأل عن ذلك البعث فأخبر، فقال: يا رسول الله أنا وافدهم، يعني قومه وفي رواية جئتك وافدًا على من ورائي، "فأردد الجيش، وأنا" أتكفل "لك بقومي"، أن بمجيئهم مسلمين. وفي رواية وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: "اذهب فردهم" فقلت: إن راحلتي قد كانت فبعث رجلا "فردهم النبي صلى الله عليه وسلم من قناة". بفتح القاف والنون واد بالمدينة. قال الواقدي: ورجع الصدائي إلى قومه، "وقدم الصدائيون" أي وفدهم وهم خمسة عشر رجلا، كما يأتي في الوفود "بعد خمسة عشر يوما فأسلموا،" فقال صلى الله عليه وسلم: "إنك مطاع في قومك يا أخا صداء"، فقال: بل الله هداهم، ورجعوا إلى قومهم، ففشا فيهم الإسلام، ثم وافاه زياد في حجة الوداع بمائة منهم، كما ذكره الواقدي عن بعض بني المصطلق، "وتأتي قصة وفودهم في الفصل في الفصل العاشر من المقصد الثاني إن شاء الله تعالى".