للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبلقاء، وكانت يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر، سنة إحدى عشرة.

وهي آخر سرية جهزها النبي صلى الله عليه وسلم وأول شيء جهزه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لغزو الروم مكان مقتل أبيه زيد.

فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة الأسلمي، وعسكر بالجرف. فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا انتدب.


جبل "بالبلقاء" بفتح الموحدة وسكون اللام بالقاف والمد ويقصر، "وكانت يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة" من الهجرة، أي ابتداء الأمر بها. ففي العيون قالوا: لما كان يوم الاثنين لأربع بقين من صفر سنة إحدى عشرة، أمر صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة، فقال: "سر إلى موضع مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل أبني، وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله، فأقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع معك" ونحوه في الفتح، وزاد "وهي آخر سرية جهزها النبي صلى الله عليه وسلم، وأول شيء جهزه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بمعنى أنفذ تجهيزه لأنه لما بويع بعد الوفاة النبوية كلم في جيش أسامة، فأبى إلا إنفاذه "لغزو الروم مكان مقتل أبيه زيد" أول الأمراء بسرية مؤتة، وهي بالهمز، وتركه من عمل البلقاء بالشام، كما مر فلا تخالف، "فلما كان يوم الأربعاء" كما عند أهل السير، وبه جزم الحاكم أبو أحمد. وقال الخطابي: يوم الاثنين وقيل: يوم السبت "بدئ بالبناء للمفعول مهموز الآخر، أي ابتدأ "برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه" نائب الفعل.
قال الحافظ: ابتداؤه في بيت ميمونة على المعتمد، وعند أبي معشر في بيت زينب بنت جحش، وعند اليمي في بيت ريحانة، "فحم" بشد الميم، والبناء للمفعول، "وصدع" بضم الصاد، وكسر الدال المشددة وبالعين المهملات، أي حصل له صداع أي وجع في رأسه وأما المخفف من صدع فليس مرادا هنا كأصدع بما تؤمر "فلما أصبح يوم الخميس" يجوز نصبه ظرفا رفعه فاعل أصبح كما في الشامي "عقد لأسامة لواء بيده" الشريفة ثم قال: أغز بسم الله وفي سبيل الله فقاتل من كفر بالله" "فخرج" أسامة "بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة" بن الحصيب، بمهملتين مصغر "الأسلمي" الصحابي المسلم قبل بدر المتوفى سنة ثلاث وستين، "وعسكر بالجرف" بضمتين وبضم فسكون، "فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>