للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"حرف أ":

الأبر بالله، الأبطحي، أتقى الناس، الأجود، أجود الناس،


حرف الألف:
"وهي أ" استغنى المصنف بكتبها عن الترجمة لها، أو كتابتها بصورة النطق بها، وكذا بقية الحروف روما للاختصار، "الأبر" الأكثر برا ممن عداه "بالله".
قال الشامي هذا مما سماه الله به من أسمائه الحسنى، أي المحسن أو الصادق الوعد أفعل تفضيل من بررت فلانا بالكسر أبره برا فأنا بر وبار، أي محسن. ويطلق على الصدق لحديث: "لا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله بارا" وهو صلى الله عليه وسلم حري أن يكون أبر الناس، وأصدقهم، وأكثرهم إحسانا.
قال أبو علي الحاتمي: اتفق أهل الأدب على أن أصدق بيت قالته العرب قول أبي إياس الدؤلي:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد
"الأبطحي" نسبة إلى أبطح مكة وهو مسيل واديها، وهو ما بين مكة ومنى ومبدؤه المحصب. سمي بذلك لأنه من قريش البطاح، أي النازلين بالبطاح دون الظواهر التي هي خارج الحرم حول مكة، وكان يقال لعبد المطلب سيد الأبطح والأباطح، وقال حسان في مدحه صلى الله عليه وسلم:
وأكرم بيت في البيوت إذا انتمى ... وأكرم جد أبطحي يسود
"أتقى الناس" أفعل تفضيل، أي أكثرهم تقى.
روى مسلم عن جابر مرفوعا: "قد علمتم أني أتقاكم وأبركم وأصدقكم حديثا" وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} أمر بالدوام على التقوى، وهي لغة قلة الكلام قاله ابن فاس، وقال غيره الخوف والحذر وأصلها اتقاء الشرك، ثم المعاصي، ثم الشبهات، ثم ترك الفضلات، أي ما كان من الحلال المحقق لكنه زائد على الحاجة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا باس به حذرا لما به بأس".
رواه أحمد وحسنه الترمذي وحقيقتها التحرز بطاعة الله عن مخالفته، وإضافته إلى الله في قوله: هو أهل التقوى معناه أهل لأن يتقي عقابه ويحذر عذابه، وسئل علي عنها، فقال: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
"الأجود" أفعل من الجود الكرم. قال النحاس: الجواد الذي يتفضل على من لا يستحق، ويعطي من لا يسأل ويعطي الكثير ولا يخاف الفقر. قيل: هو مرادف للسخاء، والأصح أن السخاء أدنى منه، وهو اللين عند الحاجات "أجود الناس" بمعنى ما قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>