قال: والجواب أن النسيان جائز عليه صلى الله عليه وسلم فإذا حصل النسيان عن موجبات نفي العقاب، حصل له الخوف ولا يقال إخباره بشدة الخوف وعظم الخشية عظيم بالنوع لا بكثرة العدد، أي إذا صدر منه الخوف ولو في زمن فرد كان أشد من خوف غيره والخشية الخوف، وقيل: أعظمه والهيبة أعظم منها وعلى قدر علمه بالله كان خوفه انتهى. "أذن خير" سمي بآلة السمع كان جملته أذن، كما يقال للربيئة عين قال تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} [التوبة: ٦١] قال ابن عطية: أي سماع خير وحق لا غيره والمشهور إضافته، وقرأ عاصم برفع خير وتنوين أذن قال: وهو يوافق تفسير الحسن، أي من يقبل معاذيركم خير لكم. قال العزفي: وأما اسمه أذن خير فهو مما أعطاه من فضيلة الإدراك لبيان الأصوات، فلا يبقى من ذلك خير ولا يسمع من القول إلا أحسنه. "أرجح الناس عقلا" روى أبو نعيم عن وهب بن منبه قال: قرأت في أحد وسبعين كتابا، فوجدت في جميعها أن الله لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلى الله عليه وسلم إلا كحبة رمل من بين جميع رمال الدنيا، وأن محمدا أرجح الناس عقلا، وقال زهير بن صرد في مدحه: إن لم تداركهمو نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر "أرحم الناس" أفعل من الرحمة، أي أكثرهم رحمة "بالعباد" مؤمنهم وكافرهم. ووقع في الشامي بالعيال بياء ولام والأول أعم "الأزهر" من الزهارة "وهو النير المشرق الوجه" يقال: زهر الشيء يزهر بفتحتين صفا لونه وأضاء. وروى مسلم عن أنس: كان صلى الله عليه وسلم أزهر اللون قال النووي: معناه أبيض مستنير، فهو بمعنى حديث عكاشة كان أبيض "أشجع الناس" من الشجاعة وهي شدة القلب عند البأس. ومر حديث