قال الحربي: أراد أنها حزنت عليه حتى در لبناه، قال في الإصابة وهذا ظاهر جدا في أنه مات في الإسلام، ولكن في السند ضعف انتهى, وفي الروض لبينة تصغير لبنة، وهي قطعة من اللبن كالعسيلة تصغير عسلة، قال وهذا من فقهها كرهت أن ترى هذا الأمر، فلا يكون لها أجر الإيمان بالغيب، وإنما أثنى الله على الدين يؤمنون بالغيب انتهى. وأخرج يونس بن بكير في زيادة المغازي من طريق جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين، كان القاسم، قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيبة، فلما قبض، قال العاصي بن وائل: لقد أصبح محمد أبتر، فنزلت: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ، عوضا عن مصيبتك بالقاسم. قال في الإصابة: فهذا أيضا يدل على أنه مات في الإسلام، وأما قول أبي نعيم: لا أعلم أحدا من متقدمينا ذكره في الصحابة، وقد ذكر البخاري في التاريخ الأوسط من طريق سليمان بن بلال عن هشام بن عروة أن القاسم مات قبل الإسلام، فيعارضه حديث ما أعفي أحد من ضغطه القبر إلا فاطمة بنت أسد. قيل: ولا القاسم قال: ولا القاسم، ولا إبراهيم فهذا وحديث الحسين الذين قبله يدل على خلاف رواية هشام بن عروة انتهى. "وهو أول من مات من ولده عليه الصلاة والسلام" فإن قلنا بعد البعثة ترجح القول بأن زينب قبله لولادتها قبل البعثة بعشر سنين، كما يأتي، وقد صححه ابن الكلبي، وقال إن غيره تخليط، قال ابن سعد وغيره: وكانت سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب قابلة خديجة في أولادها، وكانت تعق عن كل غلام بشاتين وعن الجارية بشاة، وكان بين كل ولدين لها سنة،