للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره لما لا يخفى، وكأنه سلف النووي، وقال أيضا عقب كلام النووي: إنه عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، قال: وكأنه لم يظهر له وجه تأويله، فقال في إنكاره ما قال.

وجوابه: أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع، ولا يظن بالصحابي الهجوم على مثل هذا بالظن.

قال شيخنا: والطرق الثلاثة.

أحدها: ما أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى عليه وقال: "إن له مرضعا في الجنة، لو عاش لكان صديقا نبيا، لو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما


ذكره" ابن عبد البر" لما لا يخفى من أن الشرطية لا تستلزم الوقوع، "وكأنه سلف النووي" مستنده فيما قال، "وقال الحافظ أيضا" في الإصابة "عقب كلام النووي إنه عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة" ابن عباس مرفوعا وأنس وأبن أبي أوفى موقوفا لفظا، وحكمه الرفع؛ لأنه لا يقال رأيا "قال وكأنه لم يظهر له وجه تأويله، فقال في إنكاره ما قال" وأطنب في المقال، "وجوابه أن القضية الشرطية" كالحديث المذكور "لا تستلزم الوقوع" ففي التنزيل {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} ، وإنما الله إله واحد، "ولا يظن بالصحابي الهجوم على مثل هذا بالظن"؛ لأنه إساءة ظن بمن عدله الله في كتابه ورسوله في أحاديثه.
"قال شيخنا" السخاوي في المقاصد تبعا لشيخه في الإصابة فإنه ذكر فيها الأحاديث الثلاثة قبل رده على ابن عبد البر والنووي.
"والطرق الثلاثة أحدها ما أخرجه ابن ماجه وغيره" كالبيهقي "من حديث ابن عباس" قال: "لما مات إبراهيم ابن النبي صى الله عليه وسلم صلى عليه، وقال: "إن له مرضعا في الجنة" اثنين على صفة الآدميات، فيرضعهما بجسده وروحه معا، بخلاف سائر أطفال المؤمنين، فيرضعون من شجرة طوبى، وحاضنهم إبراهيم، كما أخرجه ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم من مرسل خالد بن معدان، وعبيد بن عمير أحد كبار المتابعين، ويؤيده حديث ابن عمر رفعه "كل مولود في الإسلام فهو في الجنة شبعان ريان يقول يا رب أورد علي أبوي"، ومعلوم أن رضاعهم إنما هو بأرواحهم لا بأجسادهم. قال ابن القيم وغيره: وفيه أنه سبحانه يكمل لأهل السعادة بعد موتهم النقص الكائن في الدنيا حتى إن طالب العلم أو القارئ إذا مات كمل له حصوله بعد موته انتهى.
"ولو عاش لكان صديقا نبيا" فهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم يدفع إنكار من أنكره وإن كان في سنده مقال، فقد انجبر بالطريقين الآخرين "لو عاش لاعتقت أخواله من القبط" إكراما له "وما

<<  <  ج: ص:  >  >>