للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلقها تطليقة واحدة، ثم راجعها، نزل عليه الوحي: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة.

وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين. وماتت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية، وقيل.


الأول، أي موت زوجها بعد بدر وبعد أحد على الثاني، "وطلقها تطليقة واحدة، ثم راجعها" رحمة لأبيها، ولأنه "نزل" جبريل "عليه" فقال له: "راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وأنها زوجتك في الجنة".
أخرجه ابن سعد والطبراني برجال الصحيح من مرسل قيس بن سعد، أنه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فدخل عليها خالاها قدامة، وعثمان ابنا مظعون، فبكت وقالت: والله ما طلقني عن شيء فجاء صلى الله عليه وسلم، فتخليت فقال: قال لي: جبريل راجع حفصة فذكره.
وروى ابن أبي خيثمة عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل، فقال: طلقت حفصة وهي صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة.
وعن عقبة بن عامر أنه صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر، فحثا على رأسه التراب، وقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد، وقال: إن الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر، ثم أراد أن يطلقها ثانية، فقال له جبريل: لا تطلقها فإنها صوامة قوامة، أخرجه.
وروى أبو يعلى عن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة، وهي تبكي: فقال: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك أنه كان قد طلقك، ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا، وفي هذه الأحاديث تنبيه من الله على فضلها، والثناء عليها بكثرة الصيام والقيام، والإخبار بأنها زوجة في الجنة للمختار، وقالت عائشة في حقها: إنها ابنت أبيها تنبيها على فضلها، رواه أبو داود عن الزهري، واسترضاها صلى الله عليه وسلم لما عتبت عليه بوطء مارية في بيتها، فحرمها وشهد بدرا من أهلها سبعة: أبوها، وعمها زيد، وزوجها وأخوالها: عثمان، وعبد الله، وقدامة، والسائب بن عثمان خالها، وروى لها عنه صلى الله عليه وسلم ستون حديثا في البخاري منها خمسة.
و"روى عنها جماعة من الصحابة والتابعين" كأخيها عبد الله، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وحارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وادعة، وأم مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن صفوان بن أمية وغيرهم "وماتت في شعبان سنة خمسة وأربعين" بالمدينة "في خلافة معاوية" وبه جزم في التقريب، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة وحمل سريرها بعض الطريق، ثم حمله أبو هريرة إلى قبرها، ونزل فيها أخوها عبد الله، وعاصم، وسالم، وعبد الله، وحمزة بنو عبد الله بن عمر، كما ذكر ابن سعد، "وقيل" ماتت في جمادى

<<  <  ج: ص:  >  >>