"الخامسة أم هانئ" بنون، فهمزة منونة، "فاختة" على الأشهر، وقيل فاطمة، وقيل هند، وقيل رملة، وقيل حمانة وقيل عاتكة "بنت أبي طالب، أخت علي" أمير المؤمنين، شقيقته روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في الكتب الستة، ولها في البخاري حديثان، قال الترمذي وغيره: وعاشت بعد علي "خطبها صلى الله عليه وسلم" من نفسها، "فقالت: إني امرأة مصبية، واعتذرت إليه" وعند ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي، فقالت: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من سمعى وبصري، وحق الزوج عظيم فأخشى أن أضيع حق الزوج "فعذرها" وروى الطبراني برجال ثقات عن ام هانئ قالت: خطبني صلى الله عليه وسلم فقلت: ما لي عنك رغبة يا رسول الله، ولكن لا أحب أن أتزوج وبني صغار، فقال صلى الله عليه وسلم: "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على طفل في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده"، وذكر ابن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خطب صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب أم هانئ، وخطبها هبيرة، فزوج هبيرة، فعاتبه صلى الله عليه وسلم، فقال: "يابن أخي إنا قد صاهرنا إليهم، والكريم يكافئ الكريم"، ثم فرق الإسلام بين أم هانئ وهبيرة، فخطبها صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله إني كنت أحبك في الجاهلية، فكيف في الإسلام، ولكني امرأة مصبية، فأكره أن يؤذوك، فقال: "خير نساء ركبن الإبل" الحديث. وذكر ابن سعد عن أبي صالح مولاها أنه صلى الله عليه وسلم خطبها، فقلت: إني امرأة مؤتمة، فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال: أما الآن فلا؛ لأن الله أنزل عليه وبنات عمك اللاتي هاجرن معك، ولم تكن من المهاجرات. وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس عن أم هانئ: خطبني صلى الله عليه وسلم، فاعتذرت إليه، فعذرني، فأنزل الله: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ} [الأحزاب: ٥٠] ، إلى قوله {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: ٥٠] فلم أكن أحل له؛ لأني لم أهاجر.