قال الواقدي: كانت من حفن من كورة أنصنا من صعيد مصر، وكانت بيضاء جميلة وحفن بفتح المهملة وسكون الفاء ونون. قال اليعقوبي: كانت مدينة، قال في الفتح: وهي الآن كفر من عمل أنصنا بالبر الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونين وفيها آثار عظيمة باقية انتهى. قال البلاذري: وأمها من الروم ابن سعد عن عائشة ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها جعدة جميلة، فأعجب بها صلى الله عليه وسلم وكان أنزلها أولا بجوارنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، ثم حولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا "بنت شمعون بفتح الشين المعجمة" وسكون الميم وبالعين المهملة، وقيل بإهمالهما، وقيل بإعجامهما، واقتصر عليه الحافظ في التبصير، ولم يرجح في الإصابة شيئا. كذا قال الشامي: والذي في التبصير إنما هو إعجام الشين وإهمال العين. وأما الذي ذكره بإعجامهما، فإنما هو والد ريحانة الصحابي، ونصه في حرف الشين المعجمة شمعون الصفا معروف ومارية بنت شمعون أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وبمعجمتين أبو ريحانة الصحابي شمعون قال ابن يونس: بغين معجمة أصح انتهى. هذا ولم أجده في الإصابة تعرض لضبط لا في ترجمتها ولا ابنها ولا أختها ولا مابور. "أهداها له" كما رواه ابن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعض "المقوقس" لقب واسمه جريج بن مينا "القبطي" في سنة سبع من الهجرة، كما في نفس رواية ابن سعد "صاحب مصر والإسكندرية" مات على نصرانيته، وذكره ابن منده وأبو نعيم وابن قانع في الصحابة فغلطوهم، "وأهدى معها أختها سيرين بكسر السين المهملة، وسكون المثناة التحتية، وكسر الراء"، فياء فنون. روى ابن عبد الحكم أن المقوقس لما وصله كتاب المصطفى، قال: إنا نجد من نعته أن لا يجمع بين أختين ويقبل الهدية لا الصدقة، وجلساؤه المساكين فلم يجد في مصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فاهداهما "وخصيا يقال له مأبور" بميم، فألف فموحدة خفيفة مضمومة، فواو ساكنة، فراء ويقال هابو بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره، كما في الإصابة. زاد بن سعد في هذه الرواية، وكان شيخا كبيرا أخا مارية، وروى ابن شاهين عن عائشة،