وذكر الواقدي أن أبا بكر كان ينفق عليها حتى توفي، ثم عمر حتى توفيت، "وماتت مارية في خلافة عمر رضي الله عنه سنة ست عشرة، ودفنت". قال الواقدي: فكان عمر يحشر الناس لشهودها، ثم صلى عليها ودفنها "بالبقيع" وقال ابن منده: ماتت سنة خمس عشرة ومن مناقبها الشريفة، أن الله برأها وقريبها، وأنزل في شأنها جبريل. روى الطبراني عن ابن عمر قال: دخل صلى الله عليه وسلم على مارية، وهي حامل بإبراهيم، فوجد عندها نسيبا لها، فوقع في نفسه شيء، فخرج، فلقيه عمر، فعرف ذلك في وجهه، فسأله، فأخبره، فأخذ عمر السيف، ثم دخل على مارية وقريبها عندها، فأهوى إليه بالسيف فكشف عن نفسه، فرآه مجبوبا ليس بين رجليه شيء، فرجع عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم: $"إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله تعالى قد برأها وقريبها مما وقع في نفسه، وإن في بطنها غلاما مني، وأنه أشبه الناس بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم، وكناني أبا إبراهيم. وأخرج البزار والضيا المقدسي في صحيحه عن علي قال: كثر الكلام على مارية في قبطي ابن عم لها كان يزورها، فقال صلى الله عليه وسلم: "خذ هذا السيف، فإن وجدته عندها، فاقتله" فقلت: يا رسول الله أكون في أمرك كالسكة المحماتي لا يشفيني شيء حتى أمضي لما، أمرتني به أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فأقبلت متوشحا السيف، فوجدته عندها، فاخترطت السيف، وأقبلت نحوه، فعرف أني أريده فرقي نخلة، ثم رمى بنفسه ومال على قفاه ثم رفع رجله، فإذا هو أجب أمسح، ما له قليل ولا كثير، فغمدت السيف، ثم أتيته صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال: "الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت"، ورواه مسلم عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولده صلى الله عليه وسلم، فقال لعلي: "اذهب فاضرب عنقه"، فأتاه، فإذا هو في ركية يتبرد فيها، فقال له: اخرج فخرج، فناوله يده، فإذا هو مجبوب ليس له ذكره، فكف عنه، ثم أخبره صلى الله عليه وسلم قال في الإصابة، ويجمع بين قصتي عمر وعلي باحتمال أن عمر مضى إليها سابقا عقب خروجه صلى الله عليه وسلم فلما رآه مجبوبا اطمأن قلبه وتشاغل بأمر ما، وتراخى إرسال علي قليلا بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى مكان ولم يسمع بعد بقصة عمر، فلما جاء علي وجد الخصي قد خرج من عندها إلى النخيل يتبرد في الماء، فوجده ويكون إخبار عمر وعلى معا، أو أحدهما بعد الآخر، ثم