للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة". وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم منه. وتوفي سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة اثنين وقيل إحدى وتسعين وقد جاوز المائة.

ومنهم ربيعة بن كعب الأسلمي، صاحب وضوئه،


إلى بدر، وهو غلام يخدمه، أخبرني أبي عن مولى لأنس أنه، قال له: أشهدتا بدرا، قال: وأين أغيب عن بدر لا أم لك، وإنما لم يذكروه في البدريين؛ لأنه لم يكن في سن من يقاتل.
وروى البخاري عن موسى بن أنس أن أنسا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمان غزوات، ذكره في الإصابة، "ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم" كما أخرجه.
عنه قال جاءت بي أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقالت: يا رسول الله أنيس ادع الله له، "فقال: "اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة" قال أنس: قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة.
وروى الطبراني عنه، قال: قالت أم سليم يا رسول الله ادع الله لأنس، فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه، قال: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإن أرضي لتثمر في السنة مرتين.
وفي الترمذي عن أبي العالية أن أنسا خدمه صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ودعا له وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان في ريحان يجيء منه ريح المسك.
"وقال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم منه" لأنه لما خدمه تقيد بضبط فعله وكيفيته، فكان يحاكيه في صلاته بحسب الطاقة، ولعل أبا هريرة قال: هذا بعد موت الخلفاء ونحوهم، وعن أبي هريرة أخبرني عن أنس غير هذا الحديث ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدا، "وتوفي" بالبصرة، وهو آخر الصحابة موتا بها، كما قال علي بن المديني "سنة ثلاث وتسعين" في قول أبي نعيم والمدائني وخليفة "وقيل سنة اثنتين" وتسعين حكاه الواقدي "وقيل سنة إحدى وتسعين" رواه ابن شاهين عن حميد، وقاله معتمر سليمان، والهيثم بن عدي، وسعيد بن غفيرة، وقيل سنة تسعين، "وقد جاوز المائة" بسنة واحدة، قاله يحيي بن بكير، وقيل بسبع سنين، حكاهما ابن شاهين، وقيل بثلاث سنين، قاله خليفة.
وروى ابن شاهين عن حميد، قال: كان عمر أنس مائة سنة إلا سنة.
وروى ابن السكن عن ثابت قال لي أنس: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه، "ومنهم ربيعة بن كعب"، بن مالك بن يعمر أبو فراس "الأسلمي" بالفتح نسبة إلى أسلم قبيلة من الأزد "صاحب وضوئه" بضم

<<  <  ج: ص:  >  >>