للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عقب له، وتأتي وفاته إن شاء الله تعالى، وكان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم بوادي القرى.

وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين. رواه ابن السمان في الموافقة.

ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية.

وكان يحرسه عليه الصلاة والسلام أيضا عباد بن بشر.

فلما نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: ٦٧] ترك ذلك.


لقوله لأبي بكر، وقد منعه من الخروج لا أريد المدينة بغير رسول الله صلى الله عليه وإني رأيت أفضل عمل المؤمن الجهاد، فأردت أن أرابط في سبيل الله، فقال أبو بكر: أنشدك الله وحقي، فأقام معه بلال حتى توفي، فأذن له عمر، فتوجه إلى الشام مجاهدا حتى مات، كما في طبقات ابن سعد، "ولا عقب له" على المنصوص لا، كما يزعم بعض أن له عقبا، "وتأتي وفاته إن شاء الله تعالى" في المؤذنين، "وكان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم بوادي القرى" هو وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد قيس، كما في العيون، "وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر في العريش شاهرا سيفه على رأسه صلى الله عليه وسلم لئلا يصل إليه أحد من المشركين" كأنه لم يعده من الحرس؛ لأن فعله من نفسه خوفا وشفقة عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقصده منه، ولأنه تقيد فيه بلفظ الرواية المفادة بقوله: "رواه ابن السمان في الموافقة".
قال البرهان: ورأيت في سيرة مطولة جدا أنه حرسه في ليلة من ليالي الخندق أبو بكر وعمر، "ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية" كما في الصحيح، وعدل عن نسق ما قبله لفعله من نفسه أيضا، وكان يحرسه عليه الصلاة والسلام أيضا عباد بن بشر" عبر بكان، مع المضارع المفيد التكرار إشارة إلى تكرر حراسته، "فلما نزلت {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، ترك ذلك صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: كان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية، {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، فأخرج رأسه من القبة. فقال: "يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله".
رواه الترمذي والحاكم وعن أبي سعيد كان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نزلت ترك الحرس وعن عصمة بن مالك الخطمي، كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فلما نزلت ترك الحرس رواهما الطبراني، وورد أيضا من حديث أبي ذر عند أبي نعيم، ولم يرد من حديث أنس، كما زعم البيضاوي تبعا للكشاف، وقد نبه عليه الطيبي والشيخ سعد الدين والسيوطي، وممن حرسه أيضا الأدرع السلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>