للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استشهد باليمامة، وهو الذي كتب كتاب قطن بن حارثة العليمي، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وحنظلة بن الربيع الأسيد الذي غسلته الملائكة حين استشهد.


وروى ابن السكن عن أنس، خطب ثابت بن قيس مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا قال: "الجنة"، قال: رضينا ولم يذكره أصحاب المغازي في البدريين، وقالوا: شهد أحدا وما بعدها، "واستشهد باليمامة"، سنة إحدى عشرة ولا يعلم من أجيزت وصيته بعد موته غيره.
روى البخاري مختصرا، والطبراني مطولا عن أنس لما انكشف الناس يوم اليمامة، قلت لثابت ألا ترى يا عم، ووجدته متحنطا، قال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بئسما عودتم أقرانكم، اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ومما صنع هؤلاء، ثم قاتل حتى قتل، وكان عليه درع، فمر به رجل مسلم، فأخذها. فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذه حلم فتضيعه، إني لما قتلت أخذ درعي فلان ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه، فرس، وقد كفأ على الدرع برمة وفوقها رجل، فائت خالدا فمره فليأخذها، وليقل لأبي بكر أن علي من الدين كذا وكذا، وفلان عتيق، فاسيتقظ الرجل، فأتى خالدا، فأخبره فبعث إلى الدرع فأتى بها، وحدث أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيته، "وهو الذي كتب كتاب قطن" بفتح القاف، والطاء المهملة، ونون "بن حارثة العليمي" بضم العين، وفتح اللام مصغر نسبة لبني عليم من كلب، أسلم وصحب، "كما سيأتي إن شاء الله تعالى" في المقصد الثالث.
"وحنظلة بن الربيع" بن صيفي بفتح المهملة وسكون التحتية ابن الحارث التميمي "الأسيد" بضم الهمزة مصغر بشد الياء وسكونها نسبة إلى جده الأعلى أسيد بن عمرو بن تميم، واقتصر في النور والتبصير على التثقيل، وقال بعض من ألف في الصحابة جوز بعض أهل اللغة تخفيفه مع أن المنسوب إليه المشدد، وهو أسيد "الذي غسلته الملائكة حين استشهد" كذا في النسخ، وهو غلط فاضح، فإن غسيل الملائكة هو حنظلة بن أبي عامر واسمه عمرو بن صيفي بن زيد الأنصاري الأوسي، عرف أبوه في الجاهلية بالراهب، وسماه المصطفى الفاسق، ولعله كان في الأصل غير الذي غسلته، فسقط لفظ غير، وقد فرق بينهما المؤلفون في الصحابة، وهو واضح، فالغسيل أوسي أنصاري، وهذا تميم، قال في الإصابة: ويقال له حنظلة الكاتب، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب له، وأرسله إلى أهل الطائف فيما ذكر ابن إسحاق وشهد

<<  <  ج: ص:  >  >>