للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى أهل الإسلام كتبا في الشرائع والأحكام:

منها كتابه في الصدقات الذي كان عند أبي بكر، فكتبه أبو بكر لأنس لما وجهه إلى البحرين ولفظه كما عند البخاري، وأبي داود والنسائي:

بسم الله الرحمن الرحيم. هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين،


خامسا، فعاقبه أبوه ومنعه القوت، فهاجر إلى الحبشة حتى قدم مع جعفر، فشهد عمرة القضية وما بعدها، واستشهد بمرج الصفراء، وقيل بأجنادين، وقد اختلف في أيهما كانت قبل والله أعلم "وقد كتب صلى الله عليه وسلم" أي أمر بالكتابة، كما هو معلوم أنه لم يكتب، وهو في حقه معجزة، كما في الحديبية كتابة منتهية "إلى أهل الإسلام" تبقى عندهم يرجعون إليها عند الحاجة، "كتبا" نقوشا دالة على ألفاظ ذات معان تسمى كتبا "في الشرائع والأحكام" تفسيري، "منها كتابه في الصدقات الذي كان عند أبي بكر" الصديق، "فكتبه أبو بكر" بيده المباركة؛ لأنه كاتب أو بأمره لاشتغاله بأمور الخلافة "لأنس" ابن مالك "لما وجهه إلى البحرين" بلفظ التثنية عاملا عليها، وهي اسم لإقليم مشهور يشتمل على مدن معروفة قاعدتها هجر، والنسبة إليها بحراني، كما في الفتح، "ولفظه، كما عند البخاري" في مواضع عشرة منها ستة في كتاب الزكاة ثلاثة أبواب متوالية، ثم فصل بباب، ثم ثلاثة متوالية أيضا.
وفي الخمس والشركة واللباس وترك الخيل بإسناد واحد في العشرة مقطعا بحسب حاجته منه، "وأبي داود والنسائي" وابن ماجه الثلاثة في الزكاة، وكلهم من رواية ثمامة بن عبد الله أن جده أنسا حدثه أن أبا بكر كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين، وفي رواية لأبي داود أن أبا بكر كتبه لأنس، وعليه خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم "بسم الله الرحمن الرحيم".
قال الماوردي فيه إثبات البسملة أول الكتب، وإن الحمد ليس بشرط "هذه فريضة" قال الحافظ: أي نسخة فريضة، فحذف المضاف للعلم به "الصدقة" فيه أن اسمها يقع على الزكاة، خلافا لمن منع ذلك من الحنفية "التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم" ظاهر في رفع الخبر إلى المصطفى وأنه ليس موقوفا على أبي بكر، وقد صرح برفعه إسحاق بن راهويه، أي أوجبها أو شرعها بأمر الله تعالى "على المسلمين" وقيل: معناه قدر؛ لأن إيجابها ثابت بالكتاب، ففرضه صلى الله عليه وسلم لها بيان لمجمله بتقدير الأنواع والأجناس، وأصل الفرض قطع الشيء الصلب، ثم استعمل في التقدير، لكونه مقتطعا من الشيء الذي يقدر منه، وقد يرد بمعنى البيان نحو قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم، والإنزال إن الذي فرض عليك القرءان والحل ما كان على

<<  <  ج: ص:  >  >>