قال ابن سعد: أسلم حين انصرف المشركون من أحد، كذا ذكر ابن عبد البر. قال النووي: والمشهور أنه أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة. ذكر ابن إسحاق أن عمرًا قال له: يا أصحمة إن عليّ القول وعليك الاستماع، إنك كأنَّك في الرقة علينا منّا، وكأنَّا في الثقة بك منك؛ لأنا لم نظن بك خيرًا قط إلا نلناه منك، ولم نخفك على شيء قط إلا أمناه، وقد أخذنا الحجة عليك من فيك, الإنجيل بيننا وبينك شاهد لا يرد, وقاض لا يجور، وفي ذلك موقع الحز، وإصابة المفصل، وإلّا فأنت في هذا النبي الأمي، كاليهود في عيسى ابن مريم، وقد فرق النبي -صلى الله عليه وسلم- رسله إلى الناس، فرجاك لما لم يرجهم له، وأمَّنك على ما خافهم عليه، لخير سالف، وأجر ينتظر، "فقال النجاشي له: عندما قرأ الكتاب، أشهد بالله إنه النبي الأمي الذي ينتظره أهل الكتاب, وأن بشارة موسى براكب الحمار" عيسى -عليه السلام، "كبشارة عيسى براكب الجمل" أحمد -صلى الله عليه وسلم، "وأن العيان" بكسر العين المشاهدة له "ليس بأشفى من الخبر عنه"، لأن ما أعلمه من صفاته وأخباره بحقيقة الإسلام, وغير ذلك ثبت عندي، وتيقنته؛ بحيث لو عاينته لا أزداد من حيث العلم بتحققه شيئًا، فلا تعارض بين هذا، وبين قوله -صلى الله عليه وسلم: "ليس الخبر كالمعاينة، إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنع قومه في العجل، فلم يلق