للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل من مزينة، فلمَّا أردنا أن ننصرف قال: "يا عمر، زوّد القوم"، قال: ما عندي إلا شيء من تمر ما أظنه يقع من القوم موقعًا. قال: "انطلق فزودهم" , فانطلق بهم، فأدخلهم منزله, ثم أصعدهم إلى علية، فلمَّا دخلنا إذا فيها من التمر مثل الجمل الأورق، فأخذ القوم منه حاجتهم. قال النعمان: وكنت في آخر من خرج، فنظرت: وما أفقد موضع تمرة من مكانها.


"قال: قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعمائة رجل من مزينة", وعند ابن سعد عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه، عن جده: أوّل من وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- من مضر أربعمائة من مزينة, وفي الألفية:
أوّل وفد وفدوا المدينة ... سنة خمس وفدوا مزينة
زاد في رواية: وجهينة، فلعلَّهم كانوا قليلًا، أو أتباعًا، فلم يعدهم النعمان، "فلما أردنا أن ننصرف قال:" وفي رواية: قال القوم: يا رسول الله, ما لنا من طعام نتزوده؟ فقال: "يا عمر زود القوم"، قال: ما عندي" ما أزودهم به "إلا شيء من تمر، ما أظنه يقع من القوم موقعًا" لقلته، "قال: "انطلق فزودهم"، فانطلق بهم، فأدخلهم منزله" بيته، "ثم أصعدهم إلى علية" بكسر العين وضمها- غرفة، "فلمَّا دخلنا إذا فيها من التمر مثل الجمل الأورق" بهمزة مفتوحة فواو ساكنة فراء فقاف- ما في لونه بياض إلى سواد، وهو أطيب الإبل لحمًا لا سيرًا وعملًا. قاله القاموس، وهذا معجزة له -صلى الله عليه وسلم، فإنه كان قليلًا في الواقع، فأخبر بذلك عمر على ما يعلمه منه، "فأخذ القوم منه حاجتهم".
"قال النعمان: وكنت في آخر من خرج، فنظرت وما أفقد موضع تمرة من مكانها" معجزة أخرى له -عليه السلام؛ حيث زاد القليل، وأخذوا كفايتهم منه، واستمرَّ على زيادته، وفي رواية: وقد احتمل منه أربعمائة، وكأنا لم نرزأه تمرة -بنون مفتوحة فراء ساكنة فزاي مفتوحة فهمزة فهاء, أي: ننقصه، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>