"روى الواقدي" محمد بن عمر بن واقد الأسلمي المدني، الحافظ، المتروك مع سعة علمه، "عن ابن النعمان، عن أبيه" قال في النور: لا أعرفهما أ. هـ. والنعمان صحابي، عجبت من صاحب الإصابة كيف لم يترجم له، مع أنَّ شأنه الاستيعاب لكل ما ورد، وإن ضعف إسناده، أو كان لا إسناد له، "من سعد هذيم، قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وافدًا في نفر من قومي" وقد أوطأ رسول الله البلاد غلبةً, وأذاخ العرب والناس صنفان، إما داخل في الإسلام راغب فيه، وإما خائف من السيف، هذا أسقطه من رواية الواقد قبل قوله: "فنزلنا ناحية من المدينة", وأذاخ -بذال وخاء معجمتين: استولى، "ثم خرجنا نؤمّ" نقصد "المسجد الحرام" يعني: النبوي, مسجد المدينة؛ لأنه يطلق عليه الحرام أيضًا، وقد قال -صلى الله عليه وسلم: "وإني حرَّمت المدينة"، أي: جعلتها حرمًا، والقرية صارفة عن إرادة حرم مكة، لكن لم يقع في رواية الواقدي عند اليعمري لفظ الحرام، فالأَوْلَى إسقاطه، "فقمنا ناحية" تصرف في رواية الواقدي بالحفظ، ولفظه: نؤمّ المسجد حتى انتيهنا إلى بابه، فنجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي على جنازة في المسجد، فقمنا خلفه ناحية، "ولم ندخل مع الناس في صلاتهم" على الجنازة، وقلنا: "حتى نلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونبايعه", ثم انصرف -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلينا، فدعا بنا، فقال: "ممن أنتم"؟ فقلنا: من بني سعد هذيم، فقال: "أمسلمون أنتم"؟ قلنا: نعم، قال: "فهلّا صليتم على أخيكم"؟ قلنا: يا رسول الله, ظننَّا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك، قال -صلى الله عليه وسلم: "أينما أسلمتم، فأنتم مسلمون"، قالوا: فأسلمنا وبايعنا, هذا أسقطه من خبر الواقدي؛ لأنه لم يتعلق غرضه به، واختصره بقوله: "ثم بايعنا -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام" قال في النور: ما حاصله. والظاهر أنه سهيل بن بيضًا، فلا أعلم أحدًا صلى عليه في مسجد غيره، وما في مسلم: أنه صلى على سهيل وأخيه في المسجد، ففيه أنه إن كان المراد به سهلًا بالتكبير، فلا يصح؛ لأنه مات بعد النبي -صلى الله عليه وسلم، قاله الواقدي، وإن كان صفوان فكذلك؛ لأنه قُتِلَ ببدر أ. هـ، "ثم انصرفنا إلى رحالنا، وقد كنَّا خَلَّفْنَا أصغرنا" بشد اللام، ولم يعرف البرهان اسم أصغرهم، "فبعث -عليه