جدب بلادهم, فدعا لهم ثم ودعوه, وأمر لهم بالجزائز، ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد أمطرت في اليوم الذي دعا لهم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الساعة.
قال حبيب: فكانت أخف في القيام من الظهر، وقلت: يا رسول الله, ما أفضل الأعمال؟ قال: "الصلاة في وقتها"، وسألته عن رقية العين وذكرها له، فأذن له فيها، "و" فيه أنهم "شكوا إليه جدب بلادهم، فدعا لهم" ولفظ حديث حبيب المذكور، فقال -صلى الله عليه وسلم: "بيده اللهمَّ اسقهم الغيث في دارهم"، فقلت: يا رسول الله, ارفع يديك، فإنه أكثر وأطيب، فتبسَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قام، وقمنا معه وقوله: أكثر، أي: في الأسباب المقضتية للاستعطاف, وأطيب، أي: لهيئة الداعي التي تكون سببًا لنزول الرحمة، "ثم ودَّعوه" بعد إقامتهم ثلاثًا، وضيافته تجري عليهم، "وأمر لهم بالجوائز" فأعطينا خمس أواقي فضة لكل رجل منا، واعتذر إلينا بلال، وقال: ليس عندنا اليوم مال، فقلنا: ما أكثر هذا وأطيبه، "ورجعوا إلى بلادهم، فوجدوها قد أمطرت" بالبناء للفاعل والمفعول، كما في النور "في اليوم الذي دعا لهم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الساعة" وما ذلك بغريب في معجزاته.