للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

...................................................


والسلام: "اتقوا الله حيث كنتم, فلن يلتكم" بفتح التحتية وكسر اللام ففوقية- أي: ينقصكم "من أعمالكم شيئًا ولو كنتم بصمد وجاران" بصاد ودال ومهملتين بينهما ميم, وجاران -بجيم فألف فراء فألف فنون, اسما مكانين، وبقية خبر الواقدي هذا: وسألهم عن خالد بن سنان هل له عقب، فأخبروه أنه كان له ابنة فانقرضت، فأنشأ -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه عن خالد، فقال نبي: ضيعه قومه، وضعف الواقدي معلوم، لكنه لم ينفرد بذلك، فقد روى نحوه الحاكم في حديث طويل، وصحَّحَه عن ابن عباس، وتعَقَّبَه الذهبي بأنه منكر، وابن شاهين في الصحابة من حديث سباع بن زيد، وله طرق أخرى، وفي بعضها: إن خالدًا بعث مبشرًا بمحمد -عليه السلام، ولم يكن في بني إسماعيل نبي غيره قبل المصطفى، وأنه دعا على العنقاء -طائر كانت تخطف الصبيان- فانقطع نسلها، وأطفأ نار رحرة بني عبس، كان يستضاء بنورها من مسيرة ثلاث، وربما سقط منها عنق، فلا تمر بشيء إلا أهلكته، فإذا كان النهار فإنما هي دخان يفوز، فحفر لها سربًا وأدخلها فيه، والناس ينظرون، ثم اقتحم فيها حتى غيبها، فسمع بعض القوم يقول: هلك خالد، فخرج وهو يقول: كذب ابن راعية المعزى، ووردت ابنة له عجوز على النبي -صلى الله عليه وسلم، فتلقاها بخير، وأكرمها، وقال: "مرحبًا ببنت نبي ضيعه قومه"، فأسلمت، وسمعته يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌْ} [الإخلاص: ١] ، فقالت: كان أبي يقول هذا، قال في الإصابة: وأصح ما وقفت عليه من ذلك ما رواه عبد الرزاق عن سعيد بن جبير، قال: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، فقال: "مرحبًا بابنة نبي ضيعه قومه"، رجاله ثقات، إلّا أنه مرسل. انتهى باختصار.
وقال في الفتح في قوله -صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بابن مريم" ليس بيني وبينه نبي، قد ضعف هذا الحديث ما قيل: إن جرجيس وخالد بن سنان كانا نبيين بعد عيسى, إلّا أن يجاب بأنهما بُعِثَا بتقرير شريعة عيسى، لا شريعة مستقلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>