إذا متَّ مات الجود وانقطع الغنى ... فلم يبق إلّا من قليل مصرد وردت أكفّ الراغبين وأمسكوا ... عن الدين والدنيا بحلف مجرد فقال: لحاك الله, ما زدت على أن نعيت إلي نفسي، ولم تتعلق للمرأة بغبار. "ولله در إمام العارفين سيدي محمد وفي، فلقد كفى وشفى بقوله: ما شئت" من الصفات المتناهية في الكمال، "قل فيه" صفة بها، ولا تخش من ذكرها، "فأنت مصدق" في كل ما تقوله فيه، "فالحب" الذي أودعه الله في قلوب العارفين يقضي" يحكم بذلك, والمحاسن الظاهرة التي لا تخفى على أحد "تشهد" بحقيقة ما وصفته به, "ولقد أبدع: أني بأمر بديع لم يسبق إليه، "الإمام الأديب شرف الدين الأبوصيري" صوابه البوصيري؛ لأنه منسوب إلى بوصير، كما مَرَّ كثيرًا، "حيث قال: دع:" اترك ما ادَّعته النصارى" جمع نصران، كسكارى جمع سكران، أو نسبة إلى قرية تسمَّى ناصرة، وقيل: إنها قرية المسيح، أو الياء في نصرانيّ للمبالغة، سمّوا نصارى لنصرهم عيسى في "نبيهم" كقولهم: ابن الله وثالث ثلاثة، لنهي نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن مثل ذلك بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى، وإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله" , و "بعد ذلك "احكم" اقصد بما شئت مدحًا" ثنا: حسنًا "فيه واحتكم: اختصم، أي: خاصم في إثبات فضائله من شئت من الخصماء، وانسب:" أعز "إلى ذاته" حقيقة "ما شئت من شرف" عز، "وانسب إلى قدره: " مبلغه "ما شئت من عظم" تعظيم ورفعة، فقد وجدت للقول سعة، فإن فضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس له حَدّ:" غاية يوقف عندها، "فيعرب" يبين منصوب بأن مضمرة، وجوبًا بعد فاء السبية في جواب النفي، "عنه" متعلق بيعرب, "ناطق" فاعل" بفم" متعلق بناطق على تقدير مضاف، أي: بلسان فم؛ إذ أوصافه لا تحصى، وفضائله لا تستقصى "يعني: إن المدَّاح وإن انتهوا إلى أقصى الغايات والنهايات لا يصلون إلى شأوه" بفتح الشين المعجمة، وسكون الهمزة، وبالواو