وفي رواية البيهقي وابن عساكر عن أبي ذكر, كنت أتتبع خلواته -صلى الله عليه وسلم, فرأيته يومًا خاليًا فاغتنمت خلوته "فأتيته وهو جالس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى" بالضم أظن "أنه في وحي" أي: استماعه، وفي نسخة: إنه وحي, ومعناها: وأرى أن ما هو مشغول به وحي, "فسلمت عليه، فردَّ السلام، ثم قال: "ما جاء بك؟ " قلت: جاءني الله ورسوله" أي: حبهما، "فأمرني أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أساله عن شيء، ولا يذكره لي, فمكثت غير كثير, فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا، فسلَّم عليه فردَّ عليه السلام, ثم قال: "ما جاء بك" قال: قلت: جائني الله ورسوله، فأشار بيده أن اجلس" بفتح الهمزة، وكسر النون، ووصل همزة اجلس، وهي أن المفسرة؛ لأنها سبقت بجملة فيها معنى القول دون حروفه، وبعدها جملة "فجلس إلى ربوة" بتثليث الراء: ما ارتفع من الأرض، كما في القاموس وغيره، "مقابل النبي -صلى الله عليه وسلم, ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له: يا رسول الله مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر، وفي رواية البيهقي وابن عساكر، وجلس عن يمين أبي بكر، "ثم جاء عثمان كذلك، وجلس إلى جنب عمر" أي: عن يمينه، كما في رواية، ثم قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصيات" جمع حصاة، "سبع أو تسع أو ما قرب من ذلك،" بالشك من الراوي، ويأتي الجزم بسبع في رواية البزار ومن معه, فالشك ممن دون أبي ذر، "فسبَّحن في يده" بأن قلن: سبحان الله، حتى سمع لهنَّ حنين" تصويت "كحنين" تصويت "النحل" بالمهملة، وهو