للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لن يطيق العالم أن يقتلوه.

وهو عند ابن ظفر بلفظ: إن أحببتموني فاحفظوا وصيتي، وأنا أطلب إلى أبي فيعطيكم "فار قليط" آخر يكون معكم الدهر كله.

قال: فهذا تصريح بأن الله تعالى سيبعث إليهم من يقوم مقامه، وينوب عنه في تبليغ رسالة ربه وسياسة خلقه منا به، وتكون شريعته باقية مخلفة أبدًا، فهل هذا إلا محمد صلى الله عليه وسلم؟ انتهى.

ولم يذكر فصول "الفارقليط" -كما أفاده ابن طغر بك- سوى يوحنا، دون غيره من نقلة الإنجيل.

وقد اختلف النصارى في تفسير "الفارقليط".

فقيل هو: الحامد، وقيل: هو المخلص.


أخذ الإنجيل عنه أربعة من الحواريين متى ويوحنا وقيسر ولوقا، فتكلم كل واحد من هؤلاء بعبارة لملاءمة الذين تبعوا دعاءهم، ولذا اختلفت الأناجيل الأربعة اختلافًا شديدًا، قاله في المنتقى "عن المسيح أنه قال: أنا أطلب لكم من الأب أن يعطيكم فارقليط".
قال المصنف في المقصد الثاني: وأما البارقليط والفارقليط "بالموحدة وبالفاء بدلها وفتح الراء والقاف وبسكون الراء مع فتح القاف" وبفتح الراء مع سكون القاف وبكسر الراء وسكون القاف غير منصرف للعلمية والعجمة، "آخر يثبت معكم إلى الأبد" آخر الدهر، ببقاء دينه إلى القيامة، "روح الحق" أضافه إليه ليميز روحه عن سائر المخلوقات بما خصه الله به من الكمالات، "الذي لن يطيق العالم أن يقتلوه" وإن أراد بعضهم ذلك، "وهو عند ابن ظفر" في البشر "بلفظ"، ومما ترجموه في الإنجيل؛ أن عيسى قال: "إن أجبتموني فاحفظوا وصيتي، وأنا أطلب إلى أبي" أي: ربي، كما يأتي "فيعطيكم فارقليط آخر، يكون معكم الدهر كله" ببقاء شريعته إلى انقضاء الدهر.
"قال" ابن ظفر: "فهذا تصريح بأن الله سيبعث إليهم من يقوم مقامه"، أي: عيسى، "وينوب عنه في تبليغ رسالة ربه وسياسة خلقه منا به، وتكون شريعته باقية مخلدة أبدًا" إلى يوم القيامة، كما هو مفاد قوله الدهر كله، "فهل هذا إلا محمد صلى الله عليه وسلم" صاحب النبوة الخاتمة. "انتهى، ولم يذكر فصول" أي: أنواع المسائل التي ذكر فيها "الفارقليط، كما أفاده ابن طغر بك سوى يوحنا دون غيره، من نقلة الإنجيل" ومن حفظ حجة.
"وقد اختلف النصارى في تفسير الفارقليط" قال ابن ظفر: والذي صح عندي من ذلك عنهم؛ أنه الحكيم الذي يعرف السر، "فقيل: هو الحامد، وقيل: هو المخلص" "بشد اللام

<<  <  ج: ص:  >  >>