قال ابن عباس وغيره: أي: هادي أهلهما، قال الرازي: في شرح الأسماء وهو حسن، إلا أن تفسيره به في الأسماء التسعة والتسعين لا يجوز؛ لأنه يصير محض تكرار، وأجيب: بجواز أن الهادي أعم، كما قالوه في الرؤوف الرحيم، أو يعتبر به هداية بالغة إلى حد لا يتناهى، فتحصل به المغايرة في الجملة، كالرحمن الرحيم، فلا وجه لقوله: لا يجوز؛ لأن له نظائر في الأسماء، وفي حواشي الكشاف معنى نور السماوات والأرض هادي العالمين، مبين ما يهتدون به ويتخلصون من ظلمات الكفر ولضلال بوحي منزل ونبي مرسل، "فليس فيهما إلا الله ونوره المقدس" أي: المراد به "هو سر الوجود" أي: إيجاده العالم " والحياة والجمال والكمال" وفي الأنوار أصل الظهور هو الوجود، كما أن أصل الخفاء هو العدم والله موجود بذاته، موجد لما عداه، "وهو الذي أشرق على العالم" كله، وهو ما سوى، لكن وقع ذلك الإشراق على وجوه متنوعة، "فأشرق على العوالم" "بكسر اللام" جمع عالم "الروحانية" بضم الراء"، فهو من عطف المفصل على المجمل نحو توضأ فغسل وجهه، "وهم الملائكة، فصارت سرجًا، "بضمتين" "منيرة يستمد" "بفتح أوله" "منها من دونها "فاعل" "بوجود الله، ثم سرى النور إلى عالم النفوس الإنسانية، ثم طرحته النفوس على صفحات الجسوم"، أي: جوانبها: جمع جسم، "فليس في الوجود إلا نور الله الساري إلى الشيء منه بقدر قبوله ووسع استعداده ورحب تلقيه" "بضم الراء وفتحها"، وعطفه على ما قبله كالمسبب على السبب، فالاستعداد هو الأسباب التي يكون اجتماعها فيه سببًا، لحصول المعرفة وقبول ما يلقى إليه، ورحب التلقي قوة قبوله لما يلقي إليه وحسن استماعه له، "والنور في الأصل" عند الحكماء لا اللغة، فإنه الضوء وأصله من نار ينور إذا نفر ومنه نوار للظبية، وبه سميت المرأة فوضع للضوء لانتشاره أو لإزالته الظلام فكأنه