للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصله ابن إسحاق في المغازي قال: حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن أبيه مطولًا، وأخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني وصححه ابن خزمية وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق ابن إسحاق، قال في فتح الباري، وشيخه "صدقة" ثقة،


قاله الجوهري، وفي أفعال ابن طريف يقال: نزفه الدم وأنزفه.
إذا سال منه كثيرًا حتى يضعفه، فهو نزيف ومنزوف "فركع وسجد، ومضى في صلاته" فلم يقطعها.
قال الحافظ: أراد البخاري بهذا الحديث الرد على الحنفية في أن الدم السائل ينقض الوضوء، فإن قيل: كيف مضى في صلاته مع وجود الدم في بدنه أو ثوبه، واجتناب النجاسة فيها واجب، أجاب الخطابي: باحتمال أن الدم جرى من الجرح على سبيل الدفق، بحيث لم يصب شيئًا من ظاهر بدنه وثيابه وفيه بعد، ويحتمل أن الدم أصاب الثوب، فقط فنزعه عنه، ولم يسل على جسمه إلا قدر يسير معفو عنه، ثم الحجة قائمة به على أن خروج الدم لا ينقض، ولو لم يظهر الجواب عن كون الدم أصابه.
"وقد وصله ابن إسحاق في المغازي" في غزوة ذات الرقاع، "قال: حدثني صدقة بن يسار" الجزري، نزيل مكة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة "عن عقيل بن جابر" بن عبد الله الأنصاري، المدني، مقبول "عن أبيه" جابر الصحابي "مطولًا" قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، فأصبنا امرأة رجل من المشركين، فلما قفل صلى الله عليه وسلم، أتى زوجها وكان غائبًا، فحلف لا ينتهي حتى يصيب في أصحاب محمد دمًا، فخرج يتبع أثره صلى الله عليه وسلم فنزل منزلًا، فقال: "من رجل يكلؤنا ليلتنا"؟، فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، فقالا: نحن يا رسول الله، قال: "فكونا في فم الشعب"، وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى شعب من الوادي، فقال الأنصاري للمهاجري: أي الليل تحب أن أكفيك، أوله أم آخره، قال: بل أكفني أوله، فنام المهاجري، وقام الأنصاري يصلي، وأتى الرجل، فلما رأى شخص الرجل، عرف أنه ربيئة القوم، فرمى بسهم فوضعه فيه، فنزعه ووضعه، وثبت قائمًا ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه ووضعه وثبت قائمًا ثم عاد له بالثالث فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد، ثم أهب صاحبه، فقال: اجلس فقد أثبت، فوثب، فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذرا به، فهرب، ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء، قال: سبحانه الله ألا أهببتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة أقرؤها، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها، فلما تابع عليَّ الرمي ركعت، فآذنتك، وايم الله لولا أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه، لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنقدها.
"وأخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق ابن إسحاق"، محمد إمام المغازي، "قال في فتح الباري: وشيخه صدقة ثقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>