وقال ابن العربي: الحق أن الله تعالى يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة، وقد يرفعه قبل وقوعه بالرقية، "وليس المراد بالتأثير المعنى الذي يذهب إليه الفلاسفة" أن إصابة العين صادرة عن تأثير النفس بقوتها فيه، فأول ما تؤثر في نفسها، ثم تؤثر في غيرها، وقيل: إنما هو سم في عين العائن يصيب بلفحه عند التحديق إليه، كما يصيب لفح سم الأفعى من يتصل به، كما في الفتح؛ "بل" المراد "ما أجرى الله به العادة من حصول الضرر للمعيون" بخلق الله تعالى. "وقد أخرج البزار" والبخاري في التاريخ، والطيالسي والحكيم الترمذي "بسنده" قال الحافظ، وتبعه السخاوي بسند حسن وصححه الضياء "عن جابر، رفعه: "أكثر من يموت" من أمتي، كما في البزار وغيره، فكأنه سقط من قلم المؤلف ""بعد قضاء الله وقدره" أي بعد تحتمها فيما سبق، فهو حال من الخبر، أو المبتدأ عند سيبويه ""بالنفس". "قال الراوي: يعني العين" لأنه جاء صريحًا عند من عزيناه لهم بلفظ بالعين، قال الحكيم الترمذي: وذلك لأن هذه لأمة فضلت باليقين على سائر الأمم، فحجبوا أنفسهم بالشهوات، فعوقبوا بآفة العين، فإذا نظر أحدهم بعين الغفلة، كانت عينه أعظم، والذم له ألزم، {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} ، فلما فضلهم الله باليقين لم يرض منهم أن ينظروا إلى الأشياء بعين الغفلة، وتتعطل منة الله عليهم وتفضيله لهم؛ "وقد أجرى الله العادة بوجود كثير من القوى والخواص في الأجسام والأرواح، كما يحدث لمن ينظر إليه من يحتشمه" أي يستحيي منه "من الخجل" هو كالاستحياء، "فيرى في وجهه حمرة شديدة لم تكن قبل ذلك" النظر، "وكذلك الاصفرار عند رؤية من يخافه، وكثير من الناس يسقم" "بفتح الياء