"وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر، مرفوعا: "عمر الذباب أربعون ليلة" أي غايته ذلك، وإلا فقد يموت قبل ذلك، "والذباب كله" بسائر أنواعه، فالعرب تجعل هذا الطائر والفراش والنحل والدبر والناموس والبعوض، كلها من الذباب "في النار إلا النحل". "وسنده لا بأس به". "قال الجاحظ" بجيم، فألف، فحاء مهملة، فظاء معجمة عمرو بن بحر في كتاب الحيوان له، "كونه في النار ليس تعذيبا له، بل ليعذب به أهل النار، ويتولد من العفونة" كالزبل، ويكثر إذا هاجت ريح الجنوب، ويخلق تلك الساعة، وإذا هاجت ريح الشمال خف وتلاشى، "ومن عجيب أمره أن رجيعه" أي روثه فعيل بمعنى فاعل، لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان علفا أو طعاما "يقع على الثوب الأسود أبيض، وبالعكس، وأكثر ما يظهر في أماكن العفونة ومبدأ خلقه منها، ثم من التوالد، وهو أكثر الطيور سفادا" "بكسر السين", أي وقوعا لى أنثاه، "وربما بقي عامة اليوم على الأنثى، ويحكى أن بعض الخلفاء" هو المأمون ابن الخليفة الرشيد العباسي، "سأل الشافعي: لأي علة خلق الذباب؟ " أي: هل له حكمة؟ , وإلا فأفعال الله لا تعلل، "فقال: مذلة الملوك، وكانت ألحت" أي لازمت وتكرر ترددها "عليه" أي على ذلك الملك "ذبابة". "قال الشافعي: سألني ولم يكن عندي جواب، فاستنبطت ذلك من الهيئة الحاصلة", وعبارة الدميري في حياة الحيوان: وفي مناقب الشافعي أن المأمون سأله: لأي علة خلق الله الذباب، فقال: مذلة للملوك، فضحك المأمون، وقال: رأيته قد وقع على جسدي، قال: نعم، ولقد سألتني عنه وما عندي جواب، فلما رأيته قد سقط منك بموضع لا يناله منك أحد، فتح الله لي فيه بالجواب، فقال: لله درك، "فرحمة الله عليه ورضوانه" وقد سبقا بذلك، ففي حياة