للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ذكر حمية الولد من إرضاع الحمقى":

روى أبو داود في المراسيل بإسناد صحيح عن زياد السهمي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقى، فإن اللبن يشبه. وعند ابن حبيب: يعدي، وعند القضاعي بسند حسن من حديث ابن عباس مرفوعا: "الرضاع يغير الطباع".


ذكر حمية الولد من إرضاع الحمقى:
مؤنث أحمق، أي فاسدة العقل، قاله الزهري، "روى أبو داود في المراسيل، بإسناد صحيح عن زياد السهمي" مجهول أرسل حديثا، ويقال: هو مولى عمرو بن العاصي من الثالثة، قاله في التقريب، "قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقى، فإن اللبن يشبه" أي: يورث شبها بين الرضيع والمرضعة.
"وعند ابن حبيب: يعدي" بدل يشبه، إذ العادة جارية أن الرضيع يغلب عليه أخلاق المرضعة من خير وشر.
"وعند القضاعي" وكذا ابن لال والديلمي "بسند حسن" كما قال بعض شراح القضاعي، وتعقب بأن فيه صالح بن عبد الجبار، قال في الميزان: أتى بخبر منكر جدا، وساق هذا الحديث، ثم قال فيه انقطاع, وفيه أيضا عبد الملك بن مسلمة، مدني، ضعيف، "من حديث ابن عباس، مرفوعا: "الرضاع يغير الطباع" " أي يغير الصبي عن لحوقه بطبع والديه إلى طبع مرضعته، لصغره ولطف مزاجه، والمراد حث الوالدين على توخي مرضعة طاهرة العنصر، زكية الأصل، ذات عقل ودين وخلق جميل، والطباع ما تركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزايلها من خير وشر، كما في النهاية.
وفي المصباح: الطبع بالسكون الجبلة التي خلق الإنسان عليها، وللحديث طريق ثان عند أبي الشيخ من حديث ابن عمر، مثل حديث ابن عباس: فاعتضد ومن ثلم لما دخل الشيخ أبو محمد الجويني بيته ووجد ابنه الإمام أبا المعالي يرضع ثدي غير أمه، اختطفه منها، ثم نكس رأسه ومسح بطنه، وأدخل أصبعه في فيه، فلم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذلك اللبن، قائلا:

<<  <  ج: ص:  >  >>