"ومن ينتمي إلى الفلسفة يقول: إن صور ما يجري، أي يقع "في الأرض هو في العالم العلوي كالنقوش" وكأنه يدور بدوران الآخر، "فما حاذى بعض النفوس" بفاء وسين مهملة جمع نفس"، "منها" أي: النقوش "بالقاف والمعجمة" "انتقش فيها". "قال" المازري: "وهذا أشد فسادا من الأول" أي قول من ينتمي إلى الطب، "لكونه تحكما لا برهان عليه، والانتقاش من صفات الأجسام، وأكثر ما يجري في العالم العلوي الأعراض والأعراض لا انتقاش فيها", فبطل قولهم بوجهين. "قال" المازري: "والصحيح ما عليه أهل السنة أن الله تعالى يخلق في النائم اعتقادات، هذا على قول ابن الطيب، أما على مختار ابن الربي، فالمناسب أن يقول إدراكات، "كما يخلقها في قلب اليقظان، فإذا خلقها، فكأنه جعلها علما على أمور أخرى خلقها" قبل ذلك، "أو يخلقها في ثاني حال، ومهما وقع منها على خلاف المعتقد، فهو كما يقع لليقظان ونظيره أن الله تعالى خلق الغيم علامة على المطر، وقد يتخلف" فإذا وقع في قلب النائم اعتقاد الطيران، وليس بطائر فغايته أنه اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه، وكم في