وفي الحديث: ليس شيء يجزي عن الطعام والشراب إلا اللبن، "والعلم للغذاء المعنوي", أي يحصل ما ينتفع به في الدين من تمييز الحق من الباطل، وإطلاق الغذاء عليه مجازا تشبيها لما يحصل المنفعة في الدين بما يحصل المنفعة في البدن. وفي الحديث أيضا كما قال ابن أبي جمرة: مشروعية قص الكبير رؤياه على من دونه، وإلقاء العالم المسائل، واختيار أصحابه في تأويلها، وإن ممن أدب أن يرد الطالب علم ذلك إلى معلمه، قال: والذي يظهر أنه لم يرد منهم أن يعبروها، وإنما أراد أن يسألوه عن تعبيرها، ففهموا مراده فسأله فأفادهم، ولذلك ينبغي أن يسلك هذا الأدب في جميع الحالات. "ومن ذلك" أي مرائيه وتعبيراته: "رؤيته صلى الله عليه وسلم القميص وتعبيره بالدين عن أبي سعيد" سعد بن مالك بن سنان "الخدري رضي الله عنه" وعن أبيه، "عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه قال: "بينا". "بغير ميم" وفي رواية بالميم. "أنا نائم رأيت الناس" من الرؤيا الحلمية على الأظهر، أو من الرؤية البصرية، فتطلب مفعولا واحدا وهو الناس، فجملة: "يعرضون عليّ". حال، أو علمية من الرأي، فتطلب مفعولين هما الناس, "يعرضون عليّ" أي يظهرو لي، ويجوز رفع الناس، كما قال الحافظ، ولعله بتقدير رأيت رؤيا، فقيل: ما هي؟ قال: هي الناس، وسقط لفظ على لأبي ذر وابن عساكر في التعبير، وثبت لغيره فيه كما في الإيمان وفي المناقب وفي التعبير أيضا، عرضوا علي "وعليهم قمص"، "بضم القاف والميم" جمع قميص "منها ما يبلغ الثدي" بالجمع والإفراد روايتان، يكون للرجل والمرأة خلافا لمن خصه بها، إلا أن يدعي أنه أطلق في الحديث على الرجل مجازا، "ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر علي" كذا عند البخاري في إحدى روايتيه في التعبير، وفي الثانية كالإيمان والمناقب: "وعرض علي". "عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره" لطوله، كذا في الإيمان والتعبير، وفيه أيضا رواية: يجتره. قال المصنف: بسكون الجيم بعدها فوقية مفتوحة، ولابن عساكر: يجره بضم الجيم وإسقاط الفوقية، وفي المناقب: اجتره "بهمزة وصل وسكون الجيم" قالوا: ما أولته؟ أي عبرته، وللكشميهني: أولت بلا ضمير، وفي الإيمان: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "الدين"