قال أبو الأسود عن عروة: أصيب الأسود قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بيوم أو ليلة، فأتاه الوحي، فأخبر أصحابه، ثم جاء الخبر إلى أبي بكر، وقيل: وصل الخبر بذلك صبيحة دفنه صلى الله عليه وسلم "والآخر مسيلمة" "بكسر اللام" مصغر ابن ثمامة، بضم المثلثة ابن كبير، بموحدة ابن حبيب بن الحارث من بني حنيفة، قال ابن إسحاق: ادعى النبوة سنة عشر، وزعم بعضهم أن مسيلمة لقب واسمه ثمامة، فيه نظر لأن كنيته أبو ثمامة، فإن كان محفوظا، فيكون ممن توافقت كنيته واسمه، فجمع جموع كثيرة ليقاتل الصحابة، فجهز له الصديق جيشا، أميرهم خالد بن الليد، فقتل جمع من الصحابة، ثم كان الفتح بقتل مسيلمة، قتله عبد الله بن زيد بن عاصم المازني على الأشهر، وقيل: عدي بن سهل، وقيل: وحشي بالحربة التي قتل بها حمزة، وقيل: أبو دجانة، ولعل عبد الله هو الذي أصابته ضربته, وحمل عليه الباقون، ثم ما في هذه الرواية من أن النص على اسمهما من عبيد الله قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الشيخين، من رواية نافع بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي هريرة ولفظه: "فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي صاحب صنعاء، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة". قال عياض: النص على اسمهما في هذه الرواية التي بعدها هو من النبي صلى الله عليه وسلم وعند ابن أبي شيبة من مرسل الحسن، رفع: "رأيت كأن في يدي سوارين، من ذهب فكرهتهما فذهبا كسرى وقيصر". قال الحافظ: هذا إن كان الحسن أخذه عن ثبت، فظاهره يعارض التفسير بمسيلمة والأسود، فيحتمل أن يكون تعددا، والتفسير من قبله بحسب ما ظنه أدرج في الخبر فالمعتمد ما ثبت مرفوعا أنهما الأسود ومسيلمة. "وفي رواية أبي الأسود عند الشيخين" في التعبير فالبخاري عن شيخه إسحاق بن راهويه، وفي المغازي عن شيخه إسحاق بن نصر، ومسلم عن شيخه محمد بن رافع، ثلاثتهم عن