وقال عياض: هذه الرؤيا بخلاف الأولى، أي رؤيا الهجرة، لأن تلك خرجت على وجهها، وهذه أولها بما ذكر، لأن سيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم كما يصول بسيفه، وقد يكون سيفه ولده، أو والده، أو أخاه، أو عمه، أو زوجته، وقد يدل على الولاية والوديعة، وعلى لسان الرجل وحجته، وعلى سلطان جائر، كل ذلك بحسب القرائن التي تصحب الرؤيا وتشهد لأحد هذه الوجوه، كما أول ذلك هنا بأصحابه لقرينة محاربتهم. "وقال أهل التعبير: السيف يصرف" في تعبيره "على أوجه" بحسب القرائن، "منها: أن من نال سيفا، فإنه ينال سلطانا إما ولاية، وإما وديعة، وإما زوجة" ظاهرة، عزبا كان أو متزوجا ووقع في كلام المصنف تقييده بما إذا كان عزبا، "وإما ولدا، فإن سله من غمده فانثلم" "بنون فمثلثة" انكسر "سلمت زوجته وأصيب ولده، فإن انكسر الغمد وسلم السيف، فبالعكس" يسلم ولده وتموت زوجته، "وإن سلما أو عطبا فكذلك" أي يصابان معا إن عطب الغمد والسيف، ويسلمان جميعا إن سلما، "وقائم السيف يتعلق بالأب والعصبات، ونعله" الحديدة التي في أسفل غمده يتعلق بالأم وذوي الرحم" كالخالة، "وإن جرد السيف وأراد قتل شخص، فهو لسانه يجرده في خصومة، وربما عبر السيف بسلطان جائر". "وقال بعض أهل التعبير أيضا: من رأى أنه أغمد سيفا، فإنه يتزوج، أو ضرب شخصا