للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحوى: الأسود ليس بالشديد.

والمسكتان: السواران من ذهب.

وأطباق الرأس: عظامه.

والاشتجار: الاختلاف والاشتباك.

فإن قلت: تعبيره عليه الصلاة والسلام السوارين هنا يرجع إلى بشرى، وعبرهما بالكذابين فيما مر.

أجيب: بأن النعمان بن المنذر كان ملك العرب، وكان مملكا من جهة الأكاسرة، وكانوا يسورون الملوك ويحلونهم، وكان السواران من زي النعمان ليسا بمنكرين في حقه ولا بموضوعين في غير موضعهما عرفا، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فنهى عن لباس الذهب لآحاد أمته فجدير أن يهمه ذلك لأنه ليس من زيه، فاستدل به على أمر يوضع في غير موضعه، ولكن حمدت العاقبة بذهابهما، ولله الحمد.


والبهجة والقبول، كما في القاموس: "مجلوا بأنوار الوحي، والأسفع الذي أصاب جسده لون آخر" هذا مخالف لظاهر قول المجد: السفع: السواد يضرب إلى الحمرة، ثم قال: ومن اللون سواد أشرب حمرة، "والأحوى الأسود ليس بالشديد" في ذلك، "والمسكتان السواران من ذهب" كأنه بيان للمراد، وإلا فالذي قاله ابن سيده والجوهري: المسك بالتحريك، أي بتفحتين أسورة من ذبل أو عاج الواحدة مسكة.
زاد ابن الأثير في الجامع: فإن كانت من غير ذلك أضيفت إلى ما هي منه، فيقال: من ذهب أو فضة أو غيرهما، والذبل: "بمعجمة وموحدة" شيء كالعاج، وقيل: ظهر السلحفاة البحرية، "وأطباق الرأس عظامه، والاشتجار الاختلاف والاشتباك، فإن قلت: تعبيره عليه الصلاة والسلام السوارين هنا يرجع إلى بشرى، وعبرهما" أي السوارين اللذين رآهما في يده الكريمتين "بالكذابين فيما مر" وذلك ضد البشرى.
"أجيب" أي أجاب ابن المنير في معراجه "بأن النعمان بن المنذر كان ملك العرب، وكان مملكا من جهة الأكاسرة، وكانوا يسورون الملوك", يجعلون لهم الأساور "ويحلونهم" بالحلي "وكان السواران من زي النعمان"، "بكسر الزاي" ليسا بمنكرين في حقه، ولا بموضوعين في غير موضعهما عرفا" فلذلك عبرهما ببشرى.
"وأما النبي صلى الله عليه وسلم فنهى عن لباس الذهب لآحاد أمته" فضلا عنه، "فجدير" حقيق "أن يهمه"، "بفتح الياء وضم الهاء"، "ذلك لأنه ليس من زيه، فاستدل به على أمر يوضع في غير

<<  <  ج: ص:  >  >>