للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره من المعبرين: الحلقة والعروة المجهولة، تدل لمن تمسك به على قوته في دينه، وإخلاصه فيه.

ومن ذلك، ما رواه البخاري عن أم العلاء وهي امرأة من نسائهم، بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريت لعثمان بن مظعون بعد موته في النوم عينا تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "ذلك عمله يجري له".

وقد قيل: يحتمل أنه كان لعثمان شيء من عمله بقي له ثوابه جاريا


فيه للرؤيا، فلا ينبغي لأحد إنكار ما لا يعلم إذا أخبره أهل الصدق.
قال المصنف: ويحقق هذا قوله: فاستيقظت، وإنها لفي يدي، أي حقيقة من غير تأويل على ظاهر اللفظ، وتكون رؤياه هذه كشفا كشفه الله له كرامة. انتهى.
وفيه تورك على قول الحافظ، أي إن الاستيقاظ كان حين الأخذ من غير فاصل، ولم يرد أنها بقيت في يده في حال يقظته، ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله، لكن الذي يظهر خلافه، ويحتمل أن يريد أن أثرها بقي في يده بعد الاستيقاظ، كأن يصبح فيرى يده مقبوضة.
"وقال القيرواني" على المعابر في كتاب البستان: "الروضة التي لا يعرف نبتها تعبر بالإسلام لنضارتها وحسن بهجتها" زيادة على غيرها، "وتعبر أيضا بكل مكان فاضل، وقد تعبر بالمصحف، وكتب العلم والعالم ونحو ذلك. انتهى".
باعتبار الرائي والزمان والمكان، "وقال غيره من المعبرين: الحلقة والعروة المجهولة" التي لا تعرف من أي نوع هي، "تدل لمن تمسك بها على قوته في دينه وإخلاصه فيه" لأن أصل العروة الشيء المتعلق به، حبلا كان أو غيره.
وقيل: هي شجرة تبقى على الجدب سميت عروة، لأن العرب تتعلق بها إلى زمان الخصب.
"ومن ذلك ما رواه البخاري" في مواضع من طرق، كلها عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت، "عن" أمه "أم العلاء"، "بفتح العين والمد" اسمها، كنيتها بنت الحارث بن ثابت بن خارجة بن ثعلبة، وهي أم خارجة الراوي عنها، فعند أحمد والطبراني عن سالم أبي النضر، عن خارجة بن زيد، عن أمه، عن عثمان بن مظعون: لما قبض قالت أم خارجة: طبت أبا السائب ... الحديث، فلا يلزم من كونه أبهمها في رواية الزهري أن تكون أخرى، فقد يبهم الإنسان نفسه فضلا عن أمه، ووقع عند أحمد بن سعد عن ابن عباس لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئا لك الجنة، فذكر نحو القصة وفيه نظر، فلعله امرأة بلا ضمير، وهي أم العلاء، ويحتمل أنه كان تزوجها قبل زيد بن ثابت، ويحتمل تعدد القول منهما جميعا، وهذا أظهر، "وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>