للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالخوارج: رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: بينما نحن عند رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة، فقال: يا


وفي البخاري عن معاذ وهم بالشام، وفي المفهم رواية أهل المغرب "بالميم" تدل على إبطال التأويلات فيه، قال: والمراد بالمغرب جهة المغرب، من المدينة إلى أقصى بلاد المغرب فيدخل فيه الشام وبيت المقدس، فلا منافاة بين الروايات.
وأرسل الطرطوسي رسالة لأهل المغرب، ذكر فيها الحديث، وقال: هل أراكم صلى الله عليه وسلم إلا لما أنتم عليه من التمسك بالسنة وطهارتكم من البدع واقتفاء أثر السلف، وقد جمع بين هذا وبين حديث مسلم، عن عبد الله بن عمر، مرفوعا: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" ... الحديث، بأن المراد بهم قوم يكونون بموضع مخصوص، ويكون بموضع آخر طائفة ظاهرون على الحق، وبأن ذلك بعد هبوب الريح بعد موت عيسى، فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته، ويبقى شرار الناس، فعليهم تقوم الساعة، وهناك يتحقق خلو الأرض عن مسلم، فضلا عن هذه الطائفة الكريمة، قال الحافظ: وهذا أولى ما يتمسك به في الجمع بين الحديثين. انتهى.
ومر في الخصائص شيء من هذا، "و" أخبر "بأن الله يبعث" يفيض "إلى هذه الأمة على رأس" أي أول "كل مائة سنة" من الهجرة، كما صرح به السبكي وغيره، وتجويز أن المراد من المولد النبوي، أو البعثة، أو الوفاة بعيد، إذ التاريخ من الهجرة "من يجدد لها دينها" أي يبين السنة من البدعة، ويكثر العلم وينصر أهله، ويكسر أهل البدع ويذلهم، قالوا: ولا يكون إلا عالما بالعلوم الدينية الظاهرة والباطنة.
قال ابن كثير: وقد ادعى كل قوم في إمامهم، أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر أنه يعم حملة العلم من كل طائفة، وكل صنف من مفسر ومحدث وفقيه ونحوي ولغوي وغيرهم.
وفي الفتح: نبه بعض الأئمة على أنه لا يلزم أن يكون في رأس كل قرن واحد فقط، بل الأمر فيه، كما ذكر النووي في حديث: "لا تزال طائفة"، وسبق كلامه: ولا يشترط أن يكون المجدد مجتهدا، واشترطه بعضهم: ولا أن يكون هاشميا، وأما خبر أبي داود: "المجدد منا أهل البيت"، فذاك لما ورد مرفوعا: "آل محمد كل تقي" وأسانيده وإن كانت ضعيفة، لكنها تعددت وشواهده كثيرة، "رواه الحاكم" في الفتن "وصححه" لأن رجاله كلهم ثقات، وقد رواه أبو داود في الملاحم من سننه، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في المعرفة، كلهم "عن أبي هريرة" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".
"و" من ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم "بذهاب" أي موت "الأمثل، فالأمثل" أي الأفضل فالأفضل، "رواه الحاكم وصححه" والطبراني والبخاري في التاريخ، كلهم عن رويفع بن ثابت أنه صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>