"وفي رواية الترمذي" في المناقب, وقال: صحيح غريب, عن أنس: "لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة, أضاء منها كل شيء" بحلوله فيها، وفي البخاري عن البراء: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم, "فلمَّا كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا أيدينا من التراب, وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا". قال الحافظ: يريد أنهم وجدوها تغيرت عمَّا عهدوه في حياته من الإلفة والصفاء والرقة لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأييد, "ومن آياته -عليه الصلاة والسلام- بعد موته ما ذكر من حزن حماره" يعفور عليه, "حتى تردَّى:" ألقى نفسه "في بئر" لأبي الهيثم بن التيهان يوم مات -صلى الله عليه وسلم, فكانت البئر قبرًا للحمار، وقع ذلك في حديث طويل ذكره ابن حبان في الضعفاء، وقال: لا أصل له، وساقه المصنف في المعجزات, "وكذا ناقته، فإنها لم تأكل ولم تشرب حتى ماتت، ومن ذلك ظهور ما أخبر أنه كائن بعد موته مما لا نهاية له ولا عد يحصيه, مما ذكرت بعضه في المقصد الثامن". وفي حديث أبي موسى" عبد الله بن قيس الأشعري "عند مسلم" في فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم, وهو كما قال القرطبي وغيره: أحد الأحاديث الأربعة عشر الواقعة في مسلم، منقطة؛ لأنه قال في أوله: حدَّثنا عن أبي أسامة، وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعد الجوهري، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني بريد بن عبد الله عن أبي بردة، عن أبي موسى "أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله إذا أراد بأمة خيرًا" لفظ مسلم: "إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده" "قبض نبيها قبلها،