للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مؤلفه -رحمه الله: وقد انتهت كتابة النسخة المنقول منها النسخة المباركة النافعة -إن شاء الله تعالى- في خامس عشر شعبان المكرم, سنة تسع وتسعين وثمانمائة, وكان الابتداء في المسوّدة المذكورة ثاني يوم قدومي من مكة المشرفة،


نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي ... فكأنما علقتها بمنار
لكن من يكن الله تعالى هو المعين له, وتوكله عليه, لا يضره حسد الحاسدين, ولا كيد المبغضين، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك, لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، أسألك أن تجعله لك خالصًا، ومن أسباب الفوز والرضا لك ولرسولك، وأن تريني وجهك ووجه حبيبك في القيامة، وأن ترزقني العافية في الدّارين, والمعافاة والسلامة ما شاء الله, لا قوة إلّا بالله, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأميّ, وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزَّة عمَّا يصفون, وسلام على المرسلين, والحمد لله رب العالمن, آمين. تم.
الحمد لمنزل القرآن الكريم, وأفضل الصلاة وأتمَّ التسليم على ذي الخلق العظيم, ومن هو بالمؤمنين رءوف رحيم, وبعد: حمدًا لله على آلائه, والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه, فقد تَمَّ بعون منزل السبع المثاني, طبع الشرح الرقيق المباني, المحرر الأساليب والمعاني، المنسوب للإمام المسدد والهمام الجهبذي الممجد، صاحب التآليف الرائقة, والتصانيف الفائقة، المشهور فضله عند القاصي والداني, شمس الملة والدين, سيدي محمد الزرقاني, على المواهب اللدنية للإمام القسطلاني -قدس الله روحهما ونوّر بالرضوان ضريحهما.
وهذا الكتاب البديع الرائق السهل المنيع الفائق، قد جمع من تاريخ المصطفى وسيرته, ونسبه الشريف وسنته, وأخلاقه وأسمائه وهديه, وطريقته وطبه, وخصائصه وبلاغته وفصاحته, وبعوثه وسراياه وغزواته, وعباداته وإرهاصاته ومعجزاته, وسائر أحواله الشريفة, وما يتعلق بحضرته السنية المنيفة, ما لا يكاد يحويه بهذا النمط مؤلف, ولا يستوعبه على هذا الوجه مصنّف، فيا له من كتاب حلت بتكرير الطبع مشاربه, وبزغت في سماء الفضل شموسه وكواكبه، وقد حليت طرره, ووشيت غرره بالكتاب المسمَّى زاد المعاد في هدي خير العباد, للإمام الحافظ النقاد, الذي حظي من مواهب العرفان ما له في العالم استيعاد, العلامة الهمام, شيخ الإسلام: شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر، المعروف بابن قيم الجوزية, وكان طبعه الباهر الجليل, وإفراغه في هذا القالب الجميل, بالمطبعة العامرة الأزهرية, الكائن محلها بجوار الرياض الأزهرية, إدارة حضرة مصطفى بك شاكر وأخيه" لا زالت الأيام مضيئة بشموس علاهم, والليالي منيرة ببدور حلاهم، وذلك في شهر صفر الخير سنة ١٣٢٩ على صحابها أفضل الصلاة وأزكى التحية. أمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>