للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام على جرحه فلم يؤذه بعد.


"فلم يؤذه بعد،" وبقية رواية ابن إسحاق: ورجعنا إلى أهلنا، وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله، فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه.
وفي رواية: فلما أصبح صلى الله عليه وسلم قال: "من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه"، فخافت اليهود، فلم يطلع من عظمائهم أحد، ولم ينطقوا وخافوا أن يبيتوا كما بيت.
وفي مرسل عكرمة عند ابن سعد: فأصبحت يهود مذعورين، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قتل سيدنا غيلة، فذكرهم صنيعه وما كان يحرض عليه، ويؤذي المسلمين، فخافوا، فلم ينطقوا، ثم دعاهم إلى أن يكتبوا بينه وبينهم صلحا، فكان ذلك الكتاب مع علي بعد، وروى الحاكم القصة في المستدرك بنحو رواية ابن إسحاق، وزاد: وقال عباد بن بشر في ذلك شعرا:
صرخت به فلم يعرض لصوتي ... وأوفى طالعا من رأس خدر
فعدت له فقال: من المنادي؟ ... فقلت: أخوك عباد بن بشر
وهذي درعنا هنا فخذها ... لشهران وفي أو نصف شهر
فقالوا: معاشر سغبوا وجاعوا ... وما عدموا الغني من غير فقر
فأقبل نحونا يهوي سريعا ... وقال لنا: لقد جئتم لأمر
وفي أيماننا بيض حداد ... مجربة بها الكفار نفري
فعانقه ابن مسلمة المردي ... به الكفار كالليث الهزبر
وشد بسيفه صلتا عليه ... فقطره أبو عبس بن جبر
وكان الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعز نصر
وجاء برأسه نفر كرام ... هم ناهيك من صدق وبر

<<  <  ج: ص:  >  >>