قال أبو العباس: وسألته: لم قال سيبويه في النسب إلى عدة عدى فلم يردد الواو، زعم لبعدها عن ياء النسب، ورد في النسبة إلى شية؟ فقال: من قبل أنه لو لم يردد في شية وحذف الهاء لبقيت على حرفين، أحدهما حرف لين، وهذا لا يكون في الأسماء.
قال أبو العباس: وسألته لم قالوا: جاءني الذي في الدار فجعله كالجر والنصب، وقال في الاثنين: اللذان فأعرب ورأيت اللذين؟ فقال: من قبل أن التثنية لا تخطئ الواحد والجمع أبدا، والجمع قد يكون له أبنيةٌ، فهو كالواحد، فلما كان الواحد مبنيا بنيت الجمع إذ كان يختلف، ولم ابن ما لم يكن قط إلا على طريقة واحدة. وأما قولهم: هنة وهنتان ومنة ومنتان فأسكنوا في التثنية ما كان في الواحد متحركا، فإنما أسكنوا ذلك من الواحد في الوصل. وأما التثنية فقد سلموا علامتها بالألف والنون. والدليل على أنهم إلى الواحد قصدوا بالإسكان، قولهم إذا وصلوا: ياهنة افعلي. وأما قولهم اللذان ولم يقولوا اللذيان كما قالوا في عمٍ عميان، فلأن ياء عم تحركت في النصب، فلما جاءت بعدها ألفٌ توجب فيها الفتحة تحركت لذلك. وياء الذي ساكنة على كل حال، فلذلك حذفت لما جاءت الألف لالتقاء الساكنين، إذ لم يجز أن تتحرك البتة.