اختصم رجلان أعجمي وأعرابي على باب أبي عبد الله، فقال العجمي للعربي: أنا أفضل منك، وفضلي عليك بينٌ في كتاب الله جل وعز. فقال العربي: أين هذا؟ فقال العجمي: قول الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مؤمنين} ، وقد نزل عليكم فآمنا به نحن. فسكت العربي ودخل العجمي إلى أبي عبد الله فقال له: يا فلان، فيم كنتم؟ قال: كنا في كذا وكذا. قال: خصمته. ثم قال أفلا أزيدك؟ قال: بلى، جعلت فداك. قال: إن الله عز وجل يقول: {فإن يكفر بها هؤلاء} يعني العرب، {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بها بكافرين} ، يعني العجم. ثم سكت ساعة وقال: ألا أزيدك؟ قلت: بلى جعلت فداك. قال: فإن الله عز وجل يقول: {وإن تتولوا} يا معشر العرب {يستبدل قوماً غيركم} يعني العجم {ثم لا يكونوا أمثالكم} .
ثم قال أبو عبد الله: لا يزال الدين ذليلا ما عزت العرب.